للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولا زال الاستعمار يستخدم فعلا هذه الحشرات المدسوسة في صفوف الطلبة لمهمات معينة حسب الظروف.

وقد بلغني على وجه المثال أن بعض هذه الأبواق المختارة لإذاعة أنباء الاستعمار شرعت تذيع بين صفوف الطلبة الجزائريين أن مالك بن نبي رجل انعزل في برجه العاجي عن الثورة الجزائرية ولم يساهم فيها بشيء.

ومن طبيعة الحشرات أن لا تحقق مهماتها، كما أن الأبواق لا تتحرى فيما تذيع، وإلا فإن كل طالب جزائري يعلم أنني نشرت بوسائلي الخاصة (دون أي تأييد مادي أو معنوي) ما هو مسجل في إِنتاجي الفكري منذ حضوري القاهرة مثل رسالة ((النجدة!! الشعب الجزائري يباد)).

وبالإِضافة إلى هذا فإنني بمجرد وصولي إلى القاهرة وضعت نفسي تحت تصرف من يتكلم باسم الثورة الجزائرية، ولم أقتنع بالعرض الشفاهي، بل كتبت إِلى المسؤولين هذا الخطاب الذي أترجمه بالحرف:

القاهرة في ١ سبتمبر ١٩٥٦

إلى السادة ممثلي جبهة التحرير الجزائري

بالقاهرة

إنني حضرت إلى القاهرة للقيام بواجبين:

أحدهما يخص مهمتي ككاتب يريد نشر كتابه ((الفكرة الأفريقية - الآسيوية))، وقد يدلكم عنوانه عن صلته بالقضية الجزائرية سواء اعتبرناها من الناحية الداخلية (كتوجيهات تخص الكفاح) أو من الناحية الخارجية (كنشر هذه القضية في المجال الدولي).

وبخصوص هذا الواجب فقد قمت به بالقدر المستطاع، حيث أنني وضعت كتابي في أيدي من سيعنى بنشره، حتى أنني أعتبر نفسي متحرراً في المستقبل من مسؤولية هذا النشر.

<<  <   >  >>