تتمثل في شخص باؤ داي على سبيل المثال؛ وهذه المحاولة هي التي تطبع المرحلة التطورية الحاضرة في العالم الإسلامي بشيء من التردد بين مواقف متعارضة حتى نراه أحيانا يعود أدراجه إلى موقف سابق عندما نرى زاهيدي يخلف رزمارة، كأنما مصدق لم يوجد.
ولكن هذه الصورة هي ((الوهم)) أو ((المظهر)) لأن حقيقة التاريخ شيء آخر، فهي منوطة بنفسية وإِرادة شعب، لا بمغامرات فرد وشهواته.
إِن الشيء الذي يصنع تاريخ شعب، هو ما في نفسه من استعدادات، لاكمية النقود الأجنبية التي تتقاضاها حكومته.
وهذا هو السبب الذي يجعلنا، رغم الظواهر التي خدعت مراسل الصحيفة الباريسية، نبقى واثقين أن ((بصيص الأمل)) الذي جاء به مصدق، لن ينطفئ وأن كارثة فلسطين لم تفقد أثرها التوجيهي على تاريخ العالم الإسلامي الحديث.