أوليس الأمر يبدو كذلك بدمشق؟، حيث لو أننا أوقفنا عجلة التاريخ فترة معينة، لوجدنا أن رجلا اسمه الأتاسي قد خلفه رجل اسمه الأتاسي، كما خلف زاهدي رزمارة بطهران وفي نفس الظروف ... حتى أننا لو عممنا هذه الملاحظات المقتضبة لقطعنا بأن الإسلام ((هو العالم الذي لا يتحرك فيه شيء)).
وعندما نرفع هذا الحكم المغامر إلى مستوى حكم آخر قدمناه كمسلمة بنينا عليها كتاب ((وجهة العالم الإسلامي))، حيث رأينا في كارثة فلسطين الحدث الجوهري الذي يؤثر، في المستقبل في تحديد تلك ((الوجهة)) سنجد أنفسنا مضطرين، نظرا إلى الأحداث الأخيرة التي جرت بإيران وبسوريا، إلى أن نتساءل هل تبقى قيمة لمسلمتنا؟
إِن الجواب على هذا السؤال يفصل في سؤال آخر سبق، عندما تساءلنا: هل شخص الدكتور مصدق يمثل في تاريخ بلاده حقيقة تتصل بواقعها، أم مجرد ((وهم))؟
إن عودة الأتاسي إلى منبر السياسة، وعودة رزمارة ممثلا في شخص زاهدي، قد تدفعنا الى الاعتقاد بأن صدمة فلسطين قد انتهى دويها أو قد انخفض في البلاد الإسلامية بصورة تشعرنا بأن هذه البلاد تمر بلحظة سكون في تطورها، أو بلحظة نكسة، كأنها تنزع للرجوع إلى الحالة التي كانت عليها هذه البلاد قبل الكارثة.
ولكن النظرة الفاحصة تدل على غير ذلك: إن الفترة الحاضرة ليست إلا لحظة من تاريخ تلك البلاد، اللحظة التي تساوت فيها القوات الرجعية المسلطة من الخارج، والقوات الدافعة المنبعثة من الداخل، أي من صميم واقع تلك البلاد.
إنها الفترة التي يحاول فيها الاستعمار محاولة يائسة، عن شعور أو غير شعور، ليستعيد سلطاته في المستعمرات، مع مساعدة القابلية للاستعمار التي