فغاليلي ذهب ضحية هذا ((الوضوح)) الخَادع الذي أخر العلم قروناً ...
فكنت أتذكر هذه القصة، عندما تناولت في مقالة مضت قضية المرأة عندنا، وكانت تتجلى لي ((البديهيات)) الخطيرة التي تحوم حول هذه القضية! ونحن نرى في كل ((بديهية)) منها، الفخ الذي ربما يقع فيه عقلنا عندما نفكر في هذه المسألة. ومهما يكن الأمر، فإِنه ليس في نيتي أن أقدم هنا منهاجاً كاملا للحركة النسائية عندنا، وقد اجتهدت، أن أبين بالقدر المستطاع، مبادئها في محاولة سابقة (١)، وإنما أريد أن أعقد المقارنة بين مظهرين من مظاهر هذه الحركة، وهما مظهران يخشى أن يؤدي الخلط بينهما إلى عواقب غير محمودة في بلادنا.
ويجب منذ أول الأمر، أن نقصي عن مجال الحديث اشتباها قد نقع فيه بسبب العنوان نفسه، إذا اتخذناه في صورة متحارجة ليست في طبيعة الموضوع، إننا لا نضع نقطة الاستفهام على طرفي مناقضة، وإنما نضعها فقط للتعبير عن الفرق بين مظهرين مختلفين من مظاهر القضية، مع الاشارة إلى أهمية كل واحد منهما وارتباط كل واحد منهما بمعطيات الموضوع.
ولسنا في حاجة إلى القول بأن هذا التمييز لا يظهر تلقائياً كبديهية من بديهيات الحياة الاجتماعية، لأن الحياة لا تحلل الأشياء وإنما تجمعها وتركبها أو تلفقها، حسب درجة انسجامها.
ولكن الحياة تعطينا أحياناً المثل المقنع، الذي يضيء بضوئه المباشر الموضوع الذي نريد فحصه أو فحص مظهر من مظاهره على وجه الخصوص.
ولا شك أن سكان العاصمة يتذكرون، تلك ((الهجرة)) التي حدثت في أوساط الطائفة اليهودية بالجزائر، بعد أن تأسست دولة إسرائيل، ولا شك أنه كان بين ((المهاجرين)) عدد من النساء اليهوديات، من أهالي وادي ميزاب، ومن واحات وادي سوف ...