للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكلمتان- في الاصطلاح الذي نحن بصدده- مختلفتان في المفهوم والمدلول وبينهما فرق كبير في المعنى، وإن وقع التوسّع والتسمّح فيهما عند إرادة المعنى اللغوي العام (١).

فأما الترجمة: فهي نقل الكلام من لغة إلى أخرى عن طريق التدرّج عن الكلمات الجزئية إلى الجمل والمعاني الكلية. أي إن الوسيلة التي تتبع في نقل المعنى العام عند الترجمة- هي نقل معنى كل كلمة على حدة، والتعبير عنه بكلمة مقابلة، ثم تركيب مجموع الكلمات وتأليفها حسب المعروف في اللغة المترجم إليها.

أما التفسير: فهو نقل المعنى القريب أو البعيد المقصود من الألفاظ، إلى لغة أخرى مختلفة، أو إلى ألفاظ أخرى في نفس اللغة، دون النظر إلى الألفاظ الجزئية التي تألّف منها المعنى واتضح بها المقصود.

وبذلك تعلم أن الترجمة تختلف عن التفسير، في نقطتين أساسيتين؛ أولاهما: الاهتمام بالكلمة والأداة التعبيرية في الترجمة دون التفسير.

والثانية: أن الترجمة لا تكون إلا نقلا لمعنى الألفاظ من لغة إلى أخرى، في حين أن التفسير يكون كذلك ويكون تعبيرا عن المعنى بألفاظ أخرى في نفس اللغة. وهناك فروق ثانوية أخرى بين الكلمتين لا داعي إلى إطالة البحث بذكرها في هذا المقام (٢).

... بعد بيان الفرق بين الترجمة والتفسير نعود فنقول:

أمن الممكن أن يترجم القرآن إلى لغة أخرى؟

والجواب: أن ذلك مستحيل، وإذا وقع ما يسمى ترجمة من حيث


(١) انظر مناهل العرفان: ٢/ ٦ وما بعدها.
(٢) انظر هذه الفروق في كتاب مناهل العرفان.

<<  <   >  >>