ثانيا: إذا كان ذلك مستطاعا فهل يجوز الإقدام على ترجمته شرعا؟
ثالثا: وإذا جازت شرعا فهل تقوم الترجمة مقام القرآن الأصلي، في التعبّد بتلاوتها وفي صحة الصلاة بها؟
فأما الحديث عنها من الناحيتين؛ الثانية والثالثة، فهو ما يهمّ الباحث في الشريعة الإسلامية وأحكامها، وليس كتابنا هذا- كما قد علمت- موضوعا لبيان الأحكام الشرعية المتعلقة بكتاب الله تعالى.
ولكن الذي يتعلق بغرضنا في هذا الكتاب، هو التحقيق في الناحية الأولى من هذه المسألة وهي: هل في المستطاع أن يترجم القرآن إلى أيّ لغة أخرى؟
ولا ريب أن الإجابة على هذا السؤال إنما تعتمد على دراستنا السابقة للغة القرآن وأسلوبه وخصائصه التعبيرية والبلاغية.
غير أنه ينبغي لنا قبل أن ندخل في الإجابة على هذا الموضوع، أن نعرّف الترجمة، ونوضح الفرق بينها وبين التفسير، فكثيرا ما يقع الوهم في معالجة هذا البحث بسبب التباس هاتين الكلمتين على الباحث وتداخل مفهومهما عنده.