للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ.

... تعريف عام بالآيات:

هذه الآيات تمثل مشاهد من قصة نوح عليه السلام مع قومه، وإنما تركنا المشهد الأول منها فقط، وهو الذي يصوّر فيه البيان القرآني الحوار الذي كان بين نوح وقومه وأسلوبه في دعوتهم إلى الله عزّ وجلّ. وإذا تأملت هذه الآيات التي نقلناها لك وجدتها تتألف من خمسة مشاهد- والقصة القرآنية كما قد علمت تضع أمامك مشاهد من صورها، أكثر من أن تخبرك بمعان من أحداثها.

تجد في المشهد الأول مظهر الغضب الإلهي على قوم نوح بعد أن طالت دعوتهم إلى الإيمان بالله دون جدوى كما تجد فيه أمر نوح بأن ينصرف إلى إعداد سفينة.

وتجد في المشهد الثاني صورة من سخرية قومه به وهو عاكف على صنع السفينة.

وتجد في المشهد الثالث صورة من أحداث الطوفان وكيف أخذت السفينة تمخر بالمؤمنين من عباد الله جبالا من الأمواج.

وتبصر في المشهد الرابع سكون الغضب واختفاء الماء وهدوء الدنيا وعودة كل شيء إلى ما كان.

أما المشهد الخامس والأخير فتبصر فيه مناجاة نوح لربه بشأن ابنه ثم هبوط الناس إلى دنيا أعمالهم وعيشهم مرة أخرى.

هذا تعريف سريع بالآيات ومحتواها وموقعها مما قبلها. أما تفصيل ذلك ففيما يلي:

<<  <   >  >>