اهتم الأئمة رحمهم الله بالكتابة فيها وتجميع الروايات والأخبار المتعلقة بها، بل أخذ العلماء يفردون المؤلفات في هذا الموضوع حتى غدا «أسباب النزول» اسم علم مستقل برأسه من علوم القرآن.
فأقدم من كتب في هذا الفن المحدّث علي بن المديني شيخ الإمام البخاري، المتوفى عام (٢٣٤).
وممّن ألّف فيه، أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري المتوفى عام.
(٤٦٨ هـ)، ومنهم الحافظ بن حجر العسقلاني المتوفى عام (٨٥٢ هـ)، ومنهم الإمام السيوطي المتوفى عام (٩١١ هـ)(١).
وبما أوضحناه لك من تدرّج القرآن في النزول، ونزول الكثير منه لأسباب ومناسبات، تعلم أن القرآن لم تنزل آياته على الرسول صلّى الله عليه وسلّم طبق هذا الترتيب الذي تراه وهو الترتيب الذي كان في مكنون علم الله تعالى، وتنزّل به جملة واحدة إلى السماء الدنيا. وإنما كان ينزل من ذلك ما تدعو إليه الحاجة ويتناسب مع تدرّج التشريع، حتى تكامل كله.