للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَمِن أَلْطَفِ وَأَطْرَفِ مَا رَوَتْهُ كُتُبُ الأَدَبِ في ذَلِك؛ أَنَّ امرَأَةً يُقالُ لهَا أُمُّ جَعْفَر؛ كَانَتْ تحْسِنُ إِلى الفُقَرَاء، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِا ذَاتَ يَوْمٍ سَائِلاَن، كَانَ يَقُولُ أَحَدُهُمَا: أَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِ أُمِّ جَعْفَر، وَيَقُولُ الآخَر: أَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَكَانَتْ تُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنهُمَا دَجَاجَةً وَدِرْهمَين، إِلاَّ أَنَّهَا كَانَتْ تَضَعُ دَاخِلَ الدَّجَاجَةِ الَّتي تُعْطِيهَا لِلَّذِي يَذْكُرُ اسْمَهَا عَشْرَةَ دَرَاهِم، فَكَانَ هَذَا الغَبيُّ يَبِيعُ الدَّجَاجَةَ للَّذِي يَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ بِدِرْهَمَين؛ فَيَذْهَبُ مَنْ سَأَلهَا بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِم، وَيَذْهَبُ مَنْ سَأَلَ اللهَ بِدَجَاجَتَيْنِ وَعَشْرَةِ دَرَاهِم، لِيُتِمَّ اللهُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِه، وَيمْكُرُونَ وَيمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيرُ المَاكِرِين ٠٠!!

<<  <   >  >>