للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْبَهَائِيَّة، وَادعَاءُ الأُلُوهِيَّة

==============

البهائية: نسبة إِلى بهاء الله، وهو حسين علي المازندراني، الذي سَمَّى نفسه بهاء الله، وكان له دور كبير في مساندة الحركة البابية، وتخطيطه لَها من وراءِ ستارٍ مستغلاَ لكل الظروف والشخصيات في دعمها لتحقيق مآربه، وهو مختفٍ حتى لاَ ينكشف أمره ٠

وقد تعاون مع الروس وعملاَئهم عندما كان في إيران، ولما انتقل إلى تركيا ثم فلسطين أخذ في التعاون مع المؤسسات اليهودية العالمية، والاَستعمار الاَنجليزى ٠

ولما وجد أن أخاه يزاحمه على زعامة الحركة بعد هلاَك الباب همّ بقتله، ودبر مذبحة من أشنع ما عرف في التاريخ، قضى فيها على أعوان أخيه قتلاَ بالسواطير والجنازير المسمومة في وحشية يندى لها جبين الإنسان خزيَاً وعارا ٠

بعد أن هلك الباب ادعى البهاء أنه خليفة القائم (الباب) ثم ادعى أنه القائم نفسُه، ثم تقدم خطوة أخرى فادعى أن القائم (الباب) كان ممهدا له، فلهذا هو القيُّوم، ثُم انتحل مقام النبوة، وأخيرَاً ادعى الأُلُوهِيَّةَ وَالرُّبُوبِيَّة، وأنه مظهر الحقيقة الإلهية، التي لَمْ تصل إلى كمالها الأعظم إلاَّ حينما تجسدت فيه، وأن كل الظهورات الإلهية التي سبقت منذ آدم مرورا بالأنبياء جميعا؛ كانت درجاتٍ أدنى حتى وصلت إلى كمالها في تجسدها في شخصه؛ وذلك لأنهم يؤمنون بالحلول [أَيْ أَنَّ الرَّبَّ جَلَّ جَلاَلُهُ يَحُلُّ في جَسَدِه] ٠

وكان البهاء يغطى وجهه بقناع؛ مُوهِمَاً من يلقاه أن بهاء الله يعلوه، وقد ترك البهاءُ بعضَ الكتب والرسائل منها:

١ ـ الإيقان، وقد كتبه لما كان في بغداد تأييدا لدعوى " الباب " ٠

٢ ـ وله عدة رسائل، بعضها كتبه بالعربية وبعضها بالفارسية، ومن أسماء هذه الرسائل:

" الألواح "، " الاَشراقات "، " الهيكل "، " الكلمات الفردوسية "، " العهد " ٠

٣ ـ وأشهر كتبه " الأَقْدَس " ٠٠ وقد كتبه في السنوات الأخيرة من حياته؛ ادعى أن الأحكام التي وردت فيه نزلت من سماء المشيئة الإلهية، وأن جميع ما نزل في الكتب المقدسة قد نسخ لعدم انسجامِهِ مع احتياجات الإنسان المعاصر، وَالْكِتَابُ " الأَقْدَسُ " مجموعةٌ من الخواطر تتحدث عن الإلهام والحلاَل والحرام، والمواعظِ ومخاطبةِ الملوك، وبعضِ الألغاز التي تشير إلى الحروف مثل قوله:

يا أرض الطاء لاَ تحزني من شىء قد جعلك الله مطلع فرح العالمين

يا أرض الخاء نسمع فيك صوت الرجال فى ذكر ربك الغني المتعال

[كَلاَمٌ رَكِيكٌ لاَ يَرْقَى حَتىَّ لِدَرَجَةِ الشِّعْرِ الحُرِّ فَضْلاً عَنِ المُقَفَّى المَوْزُون]

وبعد موته آل أمر الحركة إلى ابنه العباس عبد البهاء، ومن بعده إِلى حفيده شوقي رباني، ثم آل الأمر إلى أحد اليهود الأمريكان، وكان اسمه ميسون ٠

ومن عقائدهم أنهم يعبدون البهاء، ويتوجهون إلى قبره بالعبادة، ويحجون إليه، ومن كلاَمه فى ذلك: " من تَوَجَّهَ إلىَّ فقد توجه إلى المعبود، أما الذين يتوجهون بعبادتهم إلى الله، فإنما يتوجهون بها إلى وهم أفك الظنون " ٠

والصلاَة عندهم تسع ركعات في الصباح والزوال والآصال، أَوْقَاتُهَا طلوع الشمس وتوسطها ومغيبها، ويقدسون العدد (٩) لأنه مجموع حروف (بهاء / بحِسَابِ الجُمَّل) ٠

والقبلة كانت في حياة البهاء إلى قصره، وبعد موته إلى قبره، والصوم (١٩) يوما، والزكاة لمن يملك مائة مثقال من الذهب؛ يؤخذ منه ١٩ مثقالاَ ٠

والحج إلى قصر البهاء في حياته، وإلى قبره بعد موته ٠

والزواج للرجل أن يَتَزَوَّجَ بِامْرَأَتَين، ولم يحرم من النساء إلاَ الأمُّ فقط، وإذا اقترن الزوجان عاما ولم يتفقا انفصلاَ بالطلاَق، والربا مباح، والجهاد محرم، وهم يكفرون بالآخرة متابعة لأسلاَفهم مِنَ البابيَّةِ والباطنيَّة، ولهم تأويلاَت كثيرة ترجع جميعها إلى الكفر باليوم الآخر ٠

هَذِهِ المَقَالَةُ هِيَ بحْثٌ مخْتَصَرٌ لِلدُّكْتُور / محَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الجُيُوشِيّ

قَامَ بِتَهْذِيبِهِ وَاخْتِصَارِهِ وَالتَّعْلِيقِ الْيَسِيرِ عَلَيْهِ الْكَاتِب / يَاسِرٌ الحَمَدَانيّ

بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

<<  <   >  >>