للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَنَظَرْتُ فَإِذَا عَلَيْهِ خُلْقَانٌ لاَ تَكَادُ تُوَارِيه ـ أَيْ ثِيَابٌ مُمَزَّقَةٌ لاَ تَكَادُ تَسْتُرُ جَسَدَه ـ فَقُلتُ في نَفْسِي: لاَ أَجِدُ لِدَرَاهمِي مَوْضِعَا؛ أَحْسَنَ مِن هَذَا، فَحَمَلْتُهَا إِلَيْه، فَنَظَرَ إِلَيْهِا، ثُمَّ أَخَذَ مِنهَا خَمْسَةَ دَرَاهِمَ وَقَال: أَرْبَعَةٌ ثَمَنُ مِئْزَرَيْن، وَدِرْهَمٌ أُنْفِقُهُ ثَلاَثَاً؛ وَلاَ حَاجَةَ بي إِلى البَاقِي ٠٠!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ ٠ دَارُ الوَثَائِق ٠ آدَابُ الفَقِيرِ في قَبُولِ العَطَاء: ١٥٦٦]

انْظُرْ إِلى هَذَا النَّوْعِ مِنَ الرِّجَال، وَكَيْفَ جَعَلَتْهُ العِفَّةُ مَضْرِبَ الأَمْثَال؛ لِنَتَعَلَّمَ اتِّقَاءَ ذُلِّ السُّؤَال:

<<  <   >  >>