للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمّاعن موضوع المستشارين فإيّاك والإكثار في غير فائدة منهم؛ فمتي كثر الملاَحون غرقت السّفينة، وهذا بالطبع لاَيقلل أهمّيّتهم؛ فإنّ للملك سكرة: لاَ يفيق صاحبها إلاَبمواعظ الحكماء؛ ومن هنا قيل أنّ الحكيم الفاضل دائما لاَيرى إلاَفي مكانين عظيمين:

إمّا من أهل النسك * أو من أعوان الملك

وحذار وحذار أن يمكر به من حولك ويكيدوا له حسدا من عند أنفسهم٠٠ كما فعل بالشّغبر الناسك

ولولاَ أن تداركه الله برحمة منه لبان من المدحضين:

فقدزعمواأنّ أسدابحث عن وزيرليستوزره ويصطنعه

لنفسه فدلوه على شغبرٍ ناسك والشّغبرابن آوى فلمّا أن عرض عليه الأمر وهو يرجو أن يلينا: قال له ابن آوى في وقار الحكماء يا مولاَي إنّ الواحد منكم معشر الملوك ليغضب غضب الصّبي ويبطش بطش الأسد٠٠!

فمرافق السّلطان مثل سفينة

في البحر ترجف دائما من خوفه

إن أدخلت من مائه في جوفها

يغتالها مع مائها في جوفه

<<  <   >  >>