للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث المساجد قد صارت كنائس ما

فيهنّ إلاَ قساوسة وصلبان

تلك البليّة أنست ما تقدّمها

ومالها رغم طول الدّهر نسيان

وللبليّات مهما كنّ سلوان

وما لما حلّ بالإسلاَم سلوان

أعندكم نبأ من أهل أندلس

فقد مضى بحديث القوم ركبان

كم يستغيث بها المستضعفون وهم

قتلى وأسرى فما يهتزّ إنسان

أين الحميّة فيكم أين غيرتكم

أما على الحقّ أنصار وأعوان

يا من لذلّة قوم بعد عزّهم

أباد ملكهم كفر وطغيان

بالأمس كانواملوكافي ممالكهم

واليوم هم فوق نفس الأرض عبدان

فلو تراهم حيارى لاَ دليل لهم

وفوقهم من عذاب الهون ألوان

ولو رأيت المذلّة في وجوههم

لطوّفت بك أحزان وأشجان

يا ربّ أمّ وطفلٍ حيل بينهما

كما تفرّق أرواح وأبدان

وغادةٍ حازكلّ الحسن منظرها

كأنما هى ياقوت ومرجان

يجرّها الفسل للفحشاء مرغمة ً

والعين باكية والقلب حسران

لمثل هذا يئنّ القلب من كمدٍ

إن كان في القلب إسلاَم وإيمان

<<  <   >  >>