للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شكت العروق من الدّماء نضوبا

طحنت بقرنيها الوغى أبنائها

لاَ غالباً رحمت ولاَ مغلوبا

ريح تدمّر كلّ شبيء حولها

وتخلف البرج الأشمّ كثيبا

ملأوا الكؤوس وكلما همّوا بها

ذكروا بحمرتها الدّم المسكوبا

يا أيّها السّلم المطلّ على الورى

طوبى لعهدك إن تحقّّق طوبى

من فارقته يداه في ساح الوغى

أنّى يصفّّق للسّلاَم طروبا

*********

إنّي عرفت من الإنسان ما كانا

فلست أحمد بعد اليوم إنسانا

وجدته وهو مشتدّ القوى أسدا ً

صعب المراس وعندالضّعف ثعبانا

تعوّد الشّرّ حتي لو نبت يده

عنه إلى الخير بات الليل حسرانا

إنّ الحديد إذا ما لاَن صار مدىً

فكن على حذر منه إذا لاَنا

كأنما المجد ربّ لن يقرّ به

إلاَ إذا قرّب الأرواح قر بانا

قد حارب الدّين خوفاً من زواجره

كأنّ بين الورى والدّين عدوانا

إنّي ليأخذني من أمره عجب

أكلما زاد علماً زاد كفرانا

ليس الكفيف الذي أمسى بلاَ بصر

<<  <   >  >>