كتاب المدخل إلى السنن الكبرى - البيهقي - ت عوامة

باب ما يستدل به على إتقان عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية والفتيا، خلاف ما ذهب إليه من لم يقف على حاله حتى رجح رواية غيره على روايته، ورأي غيره على رأيه - ج: 1 - ص: 199

بفرسه من الجبل، فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إن عبد الله، إن عبد الله".

٤١٨ - وأخبرنا أبو الحسين، أخبرنا عبد الله، حدثنا يعقوب (١)، حدثني محمد ابن أبي زكير، أخبرنا ابن وهب، حدثني مالك رحمه الله قال: بلغ عبد الله بن عمر رضي الله عنه من السنِّ بضعًا وثمانين.

قال يعقوب (٢): قال ابن زُكير: مات ابن عمر سنة ثلاث وسبعين. يعني: من الهجرة.

٤١٩ - قال الشافعي رحمه الله في القديم، فيما تكلم به على من رجّح رواية غير ابن عمر على رواية ابن عمر: لقد كان ابن عمر رضي الله عنه عندنا من ذوي الأحلام والنهى، ولو كان فوق ذلك منزلة كان أهلَها، وإن تقدم أحدٌ ابنَ عمر رضي الله عنه لسابقة، ما قَصَّر ذلك بابن عمر عن بلوغ ما هو أهله من الفضل في صحبته وسابقته وصهره، ورضا المسلمين عامة عنه.

قال: وليس ابن عمر رضي الله عنه ممن تُغمز روايته، ولا ممن يُخاف غلطه، ولا روايته إلا ما أحاط به.

تم الجزء الثاني بحمد الله ومنّه، وحُسن توفيقه

ويتلوه إن شاء الله عز وجل في الجزء الثالث من هذه النسخة (٣):

---

(١) كذلك ليس هو في القسم المطبوع وزياداته.
(٢) هو في "المعرفة والتاريخ" ٣: ٣٣٢ من جمع محققه.
(٣) تحت هذه الكلمة في المخطوطة: عارضت به.