أخبرنا الشيخ أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسين قراءة عليه بنيسابور، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين ابن علي البيهقي رحمه الله، في سنة ست وخمسين وأربع مئة، قال:
الحمد لله الذي خلق الخلق بقدرته، وجنَّسهم بمشيئته (١)، وكرَّم بني آدم بما شاء من نعمته، وفضَّلهم على كثير من بريّته، بما ركّب فيهم من العقل الذي يُستدل به على وحدانيته، وبعث فيهم الرسل مبشِّرين ومنذِرين، حتى دعوهم إلى طاعته، ونَهَوْهم عن معصيته، وخصَّ من شاء منهم بهدايته.
أحمده على جميع نِعمه بما هو أهله، وكما ينبغي له، وأستعينه استعانةَ من لا حول ولا قوة له إلا به، وأستهديه بهداه الذي لا يضلُّ من أنعم به عليه، وأستغفره لِما قدمتُ وأخّرت، استغفار من يُقر بعبوديته، ويعترف بخطيئته، ويعلم أنه لا يُنجيه من عقوبته إلا سعةُ رحمته.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، بعثه بكتاب عزيز {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ