الصلاح له، وقراءته إياه على أصحابه في دار الحديث الأشرفيه، وقراءة غيره في مدارس أخرى، كالرواحية، والظاهرية، مما هو مدوَّن على حواشي هذا الأصل، وأثبتُّه في مواضعه، لقصره وقلة كلامه.
* * *
أما منهج إخراج الكتاب: فأقمته على أمرين: إخراج النص، وتخريج نقوله.
أما إخراج النص: فكان القصد إلى تحرير ألفاظه، ورسم كلماته، والتثبت من الضبط الذي في الأصلين، بقدر ما يسعف عليه وضوحهما، وحَرَصت على إثبات المغايرات والفوارق بينهما، وأثبتُّ جلّ الحواشي التي على الأصل الثاني ب، التي أُخذت عن نسختين أخريين، يُرمز لإحداهما بحرف: م، وللثانية بحرف: ص.
وأما تخريج نقوله: فإن من شأن أئمتنا المحدثين- من كان منهم من الطبقات المتقدمة- أن لا يذكروا كلمة- فضلًا عن خبر أو أثر- إلا بإسناده، ومنهم الإمام البيهقي، رحمهم الله جميعًا، ولا ريب أنه ينقل هذا الخبر عن مصدر سابق له به سماع، فهو يروي الخبر من طريق هذا المصدر.
ومروياته على نحوين: مرفوعات، وغير مرفوعات.
والمرفوعات يرويها- مثلًا من طريق أحد الأئمة: مالك، عبد الرزاق، الطيالسي، الحميدي، أبي داود، الحاكم، وغيرهم، فأنا أخرِّج الحديث أولًا من طريق الإمام المذكور، إن كان من كتاب له مطبوع، وأزيد عليه عزوه وتخريجه من الكتب المشهورة التي هي أعلى رتبةً من الكتاب