للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[باب تثبيت خبر الواحد]

١٨٧ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا ابن أبي إسحاق، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالوا: حدثنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع بن سليمان، أخبرنا الشافعي (١)، أخبرنا ابن عيينة، عن عبد الملك ابن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نضّر الله عبدًا سمع مقالتي فحفظها ووعاها، فأدّاها، فربَّ حاملِ فقهٍ غيرِ فقيه، وربَّ حامِل فقهٍ إلى من هو أفقه منه، ثلاثٌ لا يَغِلُّ عليهن قلب مسلم: إخلاصُ العمل لله، والنصيحة للمسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تُحيط مِن ورائهم" (٢).

زاد أبو عبد الله في روايته بإسناده هذا عن الشافعي قال: فلما نَدَب رسول الله إلى استماعِ مقالته وحفظِها وأدائها، أمرأً يؤديها، وَالاِمْرُؤ واحد، دلَّ على أنه لا يأمر أن يؤدى عنه إلا ما تقوم الحجة به على من أُدِّيَ إليه، لأنه إنما يؤدَّى عنه حلال يُؤتَى، وحرام يُجتنب، وحدٌّ يقام، ومالٌ يؤخذ ويعطى، ونصيحةٌ في دين ودنيا، ودلَّ على أنه يَحمل الفقه غيرُ الفقيه، يكون له حافظًا، ولا يكون فيه فقيهًا، وأمرُ رسول الله - صلى


(١) "ترتيب المسند" للسندي ١: ١٦ (١٦)، و"الرسالة" (١١٠٢ - ١١٠٥)، وينظر من أجل سماع عبد الرحمن من أبيه ما تقدم تعليقًا (١٤٠).
(٢) سيأتي من حديث النعمان بن بشير برقم (١٩٧)، وزيد بن ثابت (٨٩٨)، ومن حديث جبير بن مطعم (٨٩٩).