ألقى العصا في حيث يعثر بالحصى ... نهر وتلعب بالغصون شمال
وكأنما بين الغصون تنازع ... وكأنما بين المياه جدال
فكأنما ألقى هنالك درعه ... بطل وجرد وشيه مختال
بيد الجيرة منه سوط خافق ... وبساق ليلة قرة خلخال
وقال:
ألا هل إلى أرض الجزيرة أوبة ... فأسكن أنفاساً وأهدأ مضجعا
أغازل فيها للغزالة سنة ... تحط الصبا عنها من الغيم برقعا
وقد فض عقد القطر في كل تلعة ... نسيم تمشي بينها فتضوعا
وبات سقط الطل يضرب سرحة ... ترف بواديها وينضح أجرعا
وقال:
إن للجنة بالأندلس ... مجتلى حسن وريا نفس
فسنا صبحتها من شنبٍ ... ودجى ليلتها من لعس
فإذا ما هبت الريح صبا ... صحت وأشواقاً إلى الأندلس
وقال من قصيدة:
وليل كما مد الغراب جناحه ... وسال على وجه السجل مداد
منها:
كأني وأحشاء البلاد تضمني ... سريرة حب والظلام فؤاد
أجوب جيوب والصبح صارم ... له الليل غمد والمجر نجاد
وفي مصطلى الآفاق جمر كواكب ... علاها من الفجر المطل رماد
ولما تفرى من دجى الليل طحلب ... وأعرض من ماء الصباح ثماد
حننت وقد ناح الحمام صبابة ... وشق من الليل البهيم حداد
وقال:
إذا بسطت كف الهياج إلى العدا ... أنامل سمر الخط كانوا لها زندا
رأيت جفون الليل والليل إثمد ... تقلب من جمر الجذى أعيناً رمدا
وقال:
كتبت وقد خصرت راحتي ... فهل من حريق لكأس الرحيق
وقد أعوزت نارهها حملة ... فلولاك شبهتها بالرفيق
وقال:
وأسمر يلحظ عن أزرق ... كأنه كوكب رجم وقد
يضحك من بيض حباب طفاً ... فيه ومن درع غدير حمد
حيث الوغى بحر وبيض الظبا ... موج وخرصان العوالي زند
وقال في سفينة:
وجارية ركبت بها ظلاماً ... يطير من الصباح بها جناح
إذا الماء اطمأن فرق خصراًِ ... علا من موجه ردف رداح
وقد فغر الحمام هناك فاه ... وأتلع جيده الأجل المتاح
فما أدري أموج أو قلوب ... وأنفاس تصعد أم رياح
وقال:
فزففتها بكراً إذا قبلتها ... ألقت على وجهي قناعاً أحمرا
والريح تنخل من رذاذ لؤلؤاً ... رطباً وتفتق من غمام عنبرا
وقال:
وافي بنا صحفية صفحة ... جعل العذار بها يسيل مدادا
متجهماً تكل الشباب وإنما ... لبس العذار على الشباب حدادا
وقال في كلب صيد:
جرى شدا وللصبح التماع ... بحيث جرى وللبرق التماح
فحجله وسوره وميض ... جرى معه وطوقه صباح
وقال فيما يتعلق بصفة جبل:
وصهوة عزم قد تمطيت والدجى ... منكب كأن الصبح في صدره سر
وقد ألحفتني شملة الطل شمال ... يقلقل أحشاء الأراك بها ذعر
وشق الدجى نجم النفط مرسل ... ترامى من الليل البهيم به فجر
وأشرف طماح الذؤابة شامخ ... تنطق الجوزاء ليلاً له خصر
ولاذبه نجم السماء كأنما ... يحن إلى وكر به ذلك النسر
وقال:
وأقسم لو مثلت ليلة ... لعفت الكرى واستطبت الأرق
منها:
وما رفلت في قميص الدجى ... ولا اشتملت برداء الغسق
ولكن تسيل عليها القلوب ... هوى وتذوب عليها الحدق
وقال:
وأغر ضاحك وجهه مصباحه ... فأنار ذا قمراً وذلك فرقداً
ما إن خبا تلقاء نور جبينه حتى ذكا بذكائه فتوقدا
وقال:
أطل وقد خط وجهه ... من الشعر سطر دقيق الحروف
فقات أرى الشمس مكسوفة ... فقوما فصلوا صلاة الكسوف
وقال:
سود ما ورد من خده ... فآل فحماً ذلك الجمر
وقال:
هل ساءه أن عاد آساً ورده ... وتعطلت من فيه كأس تشرب
وكأن صفحته وبدء عذاره ... ماء يثور بصفحتيه طحلب
وقال:
وغمامة لم يستقل بها السرى ... فمشت على الظلماء مشى مقيد
حملت بها ريح القبول سحابة ... سحابة الأذيال تلمس باليد
في ليلة ليلاء يلحس حبرها ... وهناً لسان البارق المتوقد
نسخ الضريب بها الظلام حمامة ... فابيض كل غراب ليل أسود
وقال: