للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عبد الجليل أيضاً في معنى بيته المتقدم:

ومشت لحاظي في جوانب خده ... حتى أثرن بصفحتيه طريقا

وقال أبو محمد بن سارة الشنتريني:

ومعذر رقت حواشي حسنه ... فقلوبنا وجداً عليه رقاق

لم يكس عارضه المشيب وإنما ... نفضت عليه صباغها الأحداق

وقال بعض العصريين:

أيا لعبة بذوي الألباب لاعبةً ... في أصل حسنك معنى غير متفق

خلقت بيضاء كالكافور ناصعة ... فصرت سمراء من مثواك في الحدق

وهو القائل:

وسوداء الأديم إذا تبدت ... ترى ماء النعيم جرى عليه

رآها ناظري فصبا إليها ... وشبه الشيء منجذب إليه

وسمع الوزير أبو جعفر قول ابن الجهم:

وعائب للسمر من جهله ... مفضل للبيض ذي محك

قولوا عني: أما تستحي؟ ... من جعل الكافور كالمسك؟

فعارضه بقوله:

وعائب للبيض ذي إفك ... معارض الكافور بالمسك

دع عنك هذا وانقلب خاسئاً=ما النور مثل الظلم الحلك ولابن الجهم قوله:

غضن من الأبنوس أبدى ... من مسك دارين لي ثمارا

ليل نعيم أظل فيه ... للطيب لا أشتهي نهارا

ولابن جرج أيضاً في مثله:

وسمراء باهي كلفة البدر وجهها ... إذا لاح في ليل من الشعر الجعد

محببة من حبة القلب لونها=وطينتها للمسك والعنبر الورد وقال ابن رشيق:

دعا بك الحسن فاستجيبي ... يا مسك في صبغة وطيب

تيهي على البيض واستطيلي ... تيه شباب على مشيب

ولا يرعك اسوداد لون ... في أعين الناس والقلوب

ولأبي بكر الشطرنجي:

أشبهك النسك واشبهته ... قائمة في لونه قاعدة

لا شك إذ لونكما واحد ... أنكما من طينة واحدة

وقال ابن الرومي:

سوداء لم تنتسب إلى برص ... الشقر ولا كلفة ولا بهق

ليست من العيس الأكف ... ولا الفلح الشفاه الخبائث العرق

وبعض ما فضل السواد به ... والحق ذو سلم وذو نفق

ألا تعيب السواد خلكته ... وقد يعاب البياض بالبهق

اكسبها الحب أنها صبغت ... صبغة حب القلوب والحدق

يفتر ذاك السواد عن يفق ... من ثغرها كالالئ النسق

كأنها والمزاج يضحكها ... ليل تغري دجاه عن فلق

قال علي بن بسام وهذا مأخوذ من قول أبي النواس:

فقام والليل يجلوه الصباح كما ... جلا التبسم عن غز الثنيات

ومن تتمة قول ابن الرومي في وصف السوداء قوله:

لها حر يستعير وقدته ... من قلب صب وصدر ذي حنق

كأنما حره لذائقه ... ما ألهبت في حشاه من حرق

يزداد ضيقاً على المراس كما ... تزداد ضيقاً أنشوطة الوهق

وصفت فيها الذي هويت على ال ... وهم ولم يختبر ولم يذق

إلا بأخبارك التي وقعت ... منك إلينا عن ظبية اليرق

قال ابن بسام وهو من قول النابغة:

زعم الهمام بأن فاها بارد ... عذب إذا قبلته قلت ازدد

ومن قول المعتمد بن عباد:

ولكنها الأيام تردي بلا ظبا ... وتُصمى بلا نبل وترمى بلا يد

وقول المتنبي:

وما الموت إلا سارق دق شخصه ... يصول بلا كف ويسعى بلا رجل

قال ابن بسام ومما أخذه من الشعر وحمله في منثور كلامه قول ابن هاني الأندلسي:

وركبت شاو مأرب ومطالب ... حتى امتطيت إلى الغمام الريحا

[فصل في الطير]

قال الأفوه:

وترى الطير على أثارنا ... رأى عينٍ ثقة أن ستمار

وقال النابغة:

إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقه ... عصائب طير تهتدي بعصائب

تراهن خلف القوم خزراً عيونها ... جلوس الشيوخ في بنات الأرائب

جوانح قد أيقن أن قبيله ... إذا ما التقى الجيشان أول غالب

وقال أبو نواس:

تتأبى الطير غدوته ... ثقة بالشبع من جزره

وقال الصريع:

قد عود الطير عادات وثقن بها ... فهن يتبعنه في كل مرتحل

وقال أبو تمام:

وقد ظللت أعناق أعلامه ضحى ... بعقبان طير في الدماء نواهل

قامت مع الفرسان حتى كأنها ... من الجيش إلا أنها لم تقاتل

قال المتنبي:

له عسكراً خيل وطير إذا رمى ... بها عسكراً لم يبق إلا جماجمه

وقال أبو عامر بني شهيد:

<<  <   >  >>