قال ابن بسام وهذا كقول علي بن بسام البغدادي:
قد زرت قبرك يا علي مسلماً ... ولك الزيارة من أقل الواجب
فلو استطعت حملات عنك ترابه ... فلطالما عني حملت نوائبي
[الوافدون على جزيرة الأندلس والطارئون من الكتاب والشعراء]
قال الأديب أبو العرب:
فأين يفر عنك بجرمه ... إذا كان يطوي في يديك المراحلا
قال علي بن بسام وهو كقول سلم الخاسر:
وأنت كالدهر مبثوثاً حمائله ... والدهر لا ملجأ فيه ولا هرب
ولو ملكت عنان الريح أصرفه ... في كل ما جئت منا فإنك الطلب
وقال البحتري:
سلبوا وأشرقت الدماء عليهم ... بحمرة فكأنهم لم يسلبوا
ولو أنهم ركبوا الكواكب لم يكن ... ليجيرهم من حد بأسك مهرب
وقال عبد الله بن طاهر:
إني وإن حدثت نفسي بأنني ... أفوتك إن الرأي مني لعازب
لأنك لي مثل المكان المحيط بي ... من الأرض استنهضتني المطالب
وقال سعيد بن حميد:
يا جائرين علينا في حكومتهم ... والجور أقبح ما يؤتى ويرتكب
لسنا إلى غيركم منكم نفر إذا ... جرتم ولكن إليكم منكم الهرب
وقال المتنبي:
فإنك كالدنيا إلى حبيبة ... فما عنك لي إلا إليك ذهاب
وقال الأول:
كأن بلاد الله وهي عريضة=على الخائف المطلوب كفة حابل وقال آخر:
تهدي إليه إن كل ثنية ... يتممها ترمي إليه بقائل
تم الفن الثاني
[تراجم الشعراء]
هذه تراجم الشعراء الذين وردت أسماءهم في مخطوط (لطائف الذخيرة وطرائف الجزيرة) وبجوار كل اسم وضعنا رقم الصفحة المنشور بها شعره.
[أبو عمر أحمد بن الدراج القسطلي]
هو أحمد بن محمد بن دراج، أبو عمر الكاتب المعروف بالقسطلي نسب إلى موضع هناك يعرف بقسطلة دراج، كان كاتباً من كتاب الإنشاء في أيام المنصور أبي عامر، وهوة معدود في جملة العلماء والمقدمين من الشعراء، وشعره كثير مجموع يدل على علمه، وأول من مدح من الملوك فالمنصور أبو عامر محمد بن أبي عامر مدبر دولة هشام المؤيد. وقد سجل للمنصور فتوحاته في كتاب. وقد توفي حوالي (٤٢٠هـ) (الجذوة ص٩٩) .
[الوزير أبو المغيرة عبد الوهاب بن حزم]
هو أبو المغيرة عبد الوهاب بن أحمد بن سعيد بن حزم (٤٣٨) .
قال ابن بسام: (كان أبو المغيرة فارس ميدان البيان ودولة عبد الرحمن بن هشام المستظهر، كانت مهبه الذي منه عصف، ومجاله الذي فيه تصرف، ثم عتب عليه في بعض الأمور، فلحق ببلاد الثغر، وامتزج بملوك العصر امتزاج الماء بالخمر) .
وقال مروان بن حيان: (ولحق أبو المغيرة ببلاد الثغر، وقد اعتلت طبقته في النظم والنثر، وكتب عن عدة من الأمراء، ونال حظاً عريضاً من دنياهم، إلا أنه اعتبط شاباً بعد أن ألف عدة تواليف، وشجر الأمر بينه وبين الفقيه أبي محمد ابن حزم ابن عمه، وجرت بينهما هنات ظهر عليه فيها ابن المغيرة، وبكته حتى أسكته (الذخيرة ١: ١٣٢) وفي الجذوة ٢٥٩ أنه مات قريباً من العشرين وأربعمائة.
[الوزير أبو عامر بن عبد الملك بن شهيد]
الصحيح أنه الوزير أبو عامر أحمد (لا محمد) بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد الأشجعي حامل لواء الشعر والكتابة في عصره، وكان جواداً عزيز النفس فكها ملماً بالطب من وزراء المستظهر ثم المعتضد بالله آخر خلفاء الأمويين، وهو من سلالة وزراء، وأبوه عبد الملك أول من تلقب بلقب ذي الوزارتين في عهد الناصر، ومن أشهر كتبه: التوابع والزوابع، وحانوت عطار، وكشف الدك وإيضاح الشك، وقد نوه به ابن حزم في رسالته في فضل الأندلس، وتوفي سنة ٤٢٦هـ وصلى عليه حاكم قرطبة أبو الحزم بن جهور (المطرب ص١٥٨ والمغرب ج١ ص٧٨ وجذوة المقتبس ص١٢٤ والذخيرة ق١ ج١ (الخريدة ٢: ٦٣٥)
[ذو الوزارتين أبو الوليد بن زيدون]
قال ابن بسام: كان أبو الوليد صاحب منثور ومنظوم، وخاتمة شعراء مخروم. له حظ من النثر غريب المباني، شعري الألفاظ والمعاني. وقال ابن مروان: وكان الوليد من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة في أيام الجماعة والفتنة. ويرجح أن ابن زيدون قد سجن بين ٤٣٢، ٤٣٥ وهي الفترة التي تولى فيها ابن المكوى. (الذخيرة ١: ٣٣٦) .
أبو عبد الله بن الحناط الكفيف