أتتك على خلائقها جيادي ... وإن كان الضياع لها شكالا
وكرره ابن زيدون فقال:
وأن الجواد الفائت الشأو صافنٌ ... تخونه شكل وأذري به ربط
وقال أبو العلاء المعري يصف قصيدة:
حجبت فلم يرها الذي قيدت له ... وغدت بآفاق البلاد تجول
كالطرف يقلقه اللحام صبابة ... بالجري وهو مقيد مشكول
وأما قول:
حتى بدا الصبح مشمطاً ذوائبه ... يطارد الليل موشياً أكأرعه
وألمّ المذكور فيه بقول الأعرابي خرجنا في ليلة حندس قد ألقت على الأرض أكارعها فمحت صور الأبدان فما كدنا نتعارف إلا بالآذان وأما قوله:
فيا ظلام نجوم الليل إذ عدمت ... بدر السماء وفي حجري مضاجعه
ومثله الإدريسي بن اليماني:
بدر ألم وبدر الليل ممحقٌ ... والأفق محلولك الأزجاء من حسد
تحير الليل فيه أين مطلعه ... أما درى الليل أن البدر في عضدي؟
وأما قوله:
نفوساً حنت قوس عطفي عليها ... فكنّ سهام قسي الخمول
قد قال الرضي:
هن القسي من النحول فإن سما طلب فانهن من النجاء سهام
وقال عبد المجيد بن عبدون:
جوانح كالقسي رمت ثبيراً ... بفتيان
أقلني
بل نبال
وحط بنا عن ناجيات كأنها ... قسي رمت منا البلاد بأسهم
وقال أبو حفص بن برد:
إياك والموعد الخوان تقبله ... فلا أمانة للعس المخاضيب
قال علي بن بسام وهذا من قول كثير:
فإن حلفت أن لا تخونك عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين
وأما قوله: فاكتب على جد ما قد الم تمثله قول ابن العميد:
متقلباً يأتيك اثبت عهده ... كالخط يرسم في بسيط الماء
وأما قول الوزير أبو المغيرة عبد الوهاب بن حزم متمثلاً بقول الشاعر:
حانت منيته فاسود عارضه ... كما تسود بعد الميت الدار
فمثله قول علي بن بسام البغدادي قائله في أخيه:
حانت وفاتك يا أبا العباس ... فدع المكاس فلات حين مكاسي
ما بال وجهك بعد كثرة نوره ... قد سودوه بحالك الأنقاس
أين الدنانير الني عودتها ... هيهات جاء الشعر بالإفلاس
قال علي بن بسام الأندلسي حضرت مجلس الوزير أبي محمد ابن عبدون بشنترين في جملة أصحاب المتوكل وكان فيهم رجل اسمه عبد المجيد فلما علم أن اسمي علي بن بسام قال أنت علي بن بسام حقاً؟ قلت: نعم، قال: وتهجو أباك وأخاك؟ فقلت له وأنت أيضاً عبد المجيد؟ قال: أجل، قلت: وفيك يتغزل ابن مناذر، فضحك الحاضرون من اتفاق الاسمين قال علي بن بسام ومما يتعلق بذكر العذار قول عبد الجليل أحد العصرين:
وأمرد يستهيم بكل واد ... وينصب للشجي خداً صليبا
دعوت دعاء مظلوم عليه ... وكان الله مستمعاً مجيبا
فطوقه الزمان بما جناه ... وعلق من عذاريه الذنوبا
أخذه أبو بكر الداني فقال:
بدا على خده عذار ... في مثله يعذر الكئيب
وليس ذاك العذار شعراً ... لكنما سره غريب
لما أراق الدماء ظلماً ... بدت على خده الذنوب
وقال أبو الحسن البرقي من أبيات:
ما كنت إلا البدر ليلة تمه ... حتى قضت لك ليلة بمحاق
لاح العذار فقلت: وجه نازح ... إن ابن دأية مؤذن بفراق
هلا وصلت إذ الشمائل قهوة ... وإذ المحيا دونه الأحداق
وللمذكور:
وأزهر حيا بريحانة ... تضوع من عرفها المندل
وزاد بنفسج أصداغه ... فقلت الزيادة قد تقبل
وقال أيضاً:
بأبي الذي خط الجما ... ل بوجهه لاماً بنون
وأظنه جعل المدا ... د سواد أحداق الجفون
خافوا عليه من العيون ... فعودوه من العيون
قال وهذا كقول عبد الجليل:
ومعذرين كأنما بخدودهم ... طرق العيون ومنهج الأوراح
كأنما صقلوا الجمال وأظهروا ... مشى النمال على متون صفاح
وقال أبو العلاء المعري في وصف السيف:
ودبت فوقه حمر المنايا ... ولكن بعدما مسخت نمالا
وقال أيضاً:
ولا حسبت صغار النمل يمكنها ... سعى على اللج أو مشى على السعر
وقال أحد العصريين:
غدائر ماء ما تسوغ لوارد ... ترى النمل غرقى في غدير الأكارع