للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خاضت غدير الماء سابحة به ... فكأنها هي في سراب أينق

هزت مجاذيفاً إليك كأنها ... أشفار عين للرقيب تحدق

وكأنها أقلام كاتب دولة ... في عرض قرطاس تخط فتمشق

يا ناصر العلياء دونك من فمي ... دراً على أجياد جودك ينسق

ويقل فيك الشهب لو هي أحرف ... والليل حبر والمجرة مهرق

شكراً لأنعمك التي ألبستني ... منها الشبيبة حين شاب المفرق

منها:

من كان بنفق من سواد كتابه ... فأنا الذي من نور قلبي أنفق

وقال:

والدهر في صبغة الحرباء منغمس ... ألوان حالاته فيه استحالات

ونحن من لعب بالشطرنج في يده ... وربما قمرت بالبيدق شاة

وقال:

سمعت به والليل مدة ناظر ... فصار من السراء غمزة حاجب

كأني شربت الليل في كاس ذكره ... فلم أبق فيه فضلة للكواكب

وقال:

طافت بكعبتك المعالي إذ رأت ... أن النجوم الزهر من حجاجها

شغلت قضيتك النفوس فأصبحت ... مرضى وفي كفيك سر علاجها

هلا كتبت إلى الوزير بقطعة تصبو معاطفه إلى ديباجها

أنت السماء قم وبانتهائك رفعة ... أطلع علينا الشهب من أبراجها

وضحت مفارق كل فضل عنده ... فاجعل كلامك درة في تاجها

وقال:

وفي البيض ما يدعو البياض للابس ... يكون برد له وسلام

لبست سواداً والجميع مبيض ... كأني غراب والأنام حمام

منها:

قد اتفقت فيك المكارم كلها ... فلم يبق في شرع الكرام خصام

وقال:

ذكرني عهد الهوى صادح ... مد جناحاً والتوى في جناح

بلله قطر الندى فاغتدى ... ينفض ريشاً سندسي الوشاح

أورق قد أورق من تحته ... غصن رطيب فوق حقف رداح

٨١- وقال أبو جعفر أحمد بن الدودين:

فغدت غواني الحي عنك غوانياً ... وأسلن ألحاظ الرباب رباب

وقال وذكر أنها للموري في الهدية:

قد استحييت منك فلا تكلني ... إلى شيء سوى عذر جميل

فإن يك ما بعثت به قليلاً ... فلي حال أقل من القليل

٨٢- وقال أبو جعفر أحمد الداني:

جمعت معاني الحسن في طي مفرق ... ولم أحتسب أن يجمع الحسن مفرق

ومازلت تهدي كل حين جواهراً ... فتخزن منها ما تشاء وتنفق

٨٣- وقال أبو الخطاب عمر بن أحمد بن عبد الله بن عيطون:

روعت أسماء أن طلعت ... رائعات الشيب من شعره

لا تراعي يا أسيم لها ... إن حسن الروض في زهره

منها في وصف فرس:

لو تعاطى البرق غايته ... لأتى يكبو على أثره

ما قضى من لذة وطراً ... منذ لا الملك من وطره

وقال:

تنكرت لما خالط الشيب لمتى ... وأسفر في ليل الشباب صباح

منها:

من القوم تسخو بالبلاد نفوسهم ... وأما على أعراضهم فشحاح

تعاورنا أيدي الفيافي كأننا ... هشيم ذرته بالفضاء رياح

وقال:

يراع الدهر من عزمات شهم ... يعفي ما أفات بما أفادا

وتمضي حكمه الأيام قسراً ... فتترك ما تريد لما أرادا

عزوف النفس يكلف بالمعالي ... إذا كلفوا بسعدى أو سعادا

وقال:

أعن برق تلألأ في غمامه ... بكت عيناك أن شمت ابتسامه

أضاء لعينك الأثلاث وهناً ... برامة لا تدعى السقي رامه

وقال:

وقد أكل المحاق البدر حتى تحيف نوره إلا قلامه

وقد ولت نجوم الليل ذعراً ... لدن الصباح لها حسامه

ففلم تطلع وقد غربت بنجد ... لنا إلا وقد صرنا تهامه

ولا نشأ الهلال علي إلا ... وقد شارفت أودية اليمامه

وقال:

ودارت الكؤوس والأقداح ... نجوم راح أطلعتها الراح

رب جد أصله مزاح

٨٤- وقال أبو عبد الله محمد بن أبي الخصال:

وليلة عنبرية الأفق ... رويت فيها السرور من طرق

وكنت حران فاقتدحت بها ... ناراً من الراح بردت حرقي

حلت بها عاطلاً وقد لبست ... غلالة فصلت من الحدق

قامت لنا في المقام أوجههم ... وراحهم بالنجوم والشفق

وقال:

درات بظلماتها المدام فكم ... نرجسة من بنفسج قطفت

وقال في مليحة لها أربع جوار قبيحات:

<<  <   >  >>