للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هُرَيْرَة ثمَّ قَالَ هِشَام وَحدثنَا الْوَلِيد حَدثنَا سعيد بن عبد الْعَزِيز مثل ذَلِك وَقَالَ كلهَا فِي الْقُرْآن {هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} مثل مَا سَاقهَا التِّرْمِذِيّ لَكِن التِّرْمِذِيّ رَوَاهَا عَن طَرِيق صَفْوَان بن صَالح عَن الْوَلِيد عَن شُعَيْب وَقد رَوَاهَا ابْن أبي عَاصِم وَبَين مَا ذكره هُوَ وَالتِّرْمِذِيّ خلاف فِي بعض الْمَوَاضِع

وَهَذَا كُله مِمَّا يبين لَك أَنَّهَا من الْمَوْصُول المدرج فِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض الطّرق وَلَيْسَت من كَلَامه وَلِهَذَا جمعهَا قوم آخَرُونَ على غير هَذَا الْجمع واستخرجوها من الْقُرْآن مِنْهُم سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَالْإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيرهم كَمَا ذكرت ذَلِك فِيمَا تَكَلَّمت بِهِ قَدِيما على هَذَا وَهَذَا كُله يَقْتَضِي أَنَّهَا عِنْدهم مِمَّا يقبل الْبَدَل فَإِن الَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِير الْمُسلمين أَن أَسمَاء الله أَكثر من تِسْعَة وَتِسْعين قَالُوا وَمِنْهُم الْخطابِيّ قَوْله

إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما من أحصاها التَّقْيِيد بِالْعدَدِ عَائِد إِلَى الْأَسْمَاء الموصوفة بِأَنَّهَا هِيَ هَذِه الْأَسْمَاء فَهَذِهِ الْجُمْلَة وَهِي قَوْله

من أحصاها دخل الْجنَّة صفة للتسعة وَالتسْعين لَيست جملَة مُبتَدأَة وَلَكِن موضعهَا النصب وَيجوز أَن تكون مُبتَدأَة وَالْمعْنَى لَا يخْتَلف وَالتَّقْدِير إِن لله أَسمَاء بِقدر هَذَا الْعدَد من أحصاها دخل الْجنَّة كَمَا يَقُول الْقَائِل إِن مائَة غُلَام أعددتهم لِلْعِتْقِ وَألف دِرْهَم أعددتها لِلْحَجِّ فالتقييد بِالْعدَدِ هُوَ فِي الْمَوْصُوف بِهَذِهِ الصّفة لَا فِي أصل اسْتِحْقَاقه لذَلِك الْعدَد فَإِنَّهُ لم يقل إِن أَسمَاء الله تِسْعَة وَتسْعُونَ

قَالَ وَيدل على ذَلِك قَوْله فِي الحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ أَحْمد فِي الْمسند

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك بِكُل اسْم هُوَ لَك سميت بِهِ نَفسك أَو أنزلته فِي كتابك أَو عَلمته احدا من خلقك أَو استأثرت بِهِ فِي علم الْغَيْب عنْدك فَهَذَا يدل على أَن لله أَسمَاء فَوق تِسْعَة وَتِسْعين يحصيها بعض الْمُؤمنِينَ

وَأَيْضًا فَقَوله

إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين تَقْيِيد بِهَذَا الْعدَد بِمَنْزِلَة قَوْله تَعَالَى {عَلَيْهَا تِسْعَة عشر} فَلَمَّا استقلوهم قَالَ {وَمَا يعلم جنود رَبك إِلَّا هُوَ} فَأن لَا يعلم أسماءه إِلَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>