للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثِقَة

(خِيَار أمتِي علماؤها) الْعَامِلُونَ بعلمهم (وَخيَار علمائها رحماؤها) أَي الَّذين يرأفون على النَّاس ويتخلقون بأخلاق الرَّحْمَة على الكافة (أَلا) بِالتَّخْفِيفِ حرف تَنْبِيه (وان الله تَعَالَى ليغفر للْعَالم) الْعَامِل (أربين ذَنبا قبل أَن يغْفر للجاهل) البذي هَكَذَا ثَبت فِي رِوَايَة من عزا الْمُؤلف الحَدِيث لتخريجه وَلَعَلَّه سقط من قلمه سَهْو أَو المُرَاد غير الْمَعْذُور فِي جَهله (ذَنبا وَاحِدًا) إِكْرَاما للْعلم وَأَهله وَالظَّاهِر أَن المُرَاد بالأربعين التكثير (الأوان الْعَالم الرَّحِيم) بِخلق الله تَعَالَى (يجِئ يَوْم (الْقِيَامَة وَأَن نوره) أَي نور علمه (قد أَضَاء) لَهُ (يمشي فِيهِ) مِقْدَار (مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب) إضاءة قَوِيَّة (كَمَا يضيء الْكَوْكَب الدُّرِّي) فِي السَّمَاء هَكَذَا فِي نسخ الْكتاب وَالَّذِي فِي رِوَايَة الْقُضَاعِي الَّذِي عزا الْمُؤلف الحَدِيث لَهُ بدل يمشي إِلَى آخِره فيسير كَمَا يسير الْكَوْكَب الدُّرِّي (حل الْقُضَاعِي عَن ابْن عمر) بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا

(خِيَار أمتِي الَّذين إِذا رؤوا) أَي إِذا نظر إِلَيْهِم النَّاس (ذكر الله (برؤيتهم يَعْنِي أَن رُؤْيَتهمْ مذكرة بِاللَّه تَعَالَى لما يعلوهم من الْبَهَاء (وشرار أمتِي المشاؤن بالنميمة المفرقون بَين الْأَحِبَّة الباغون البرءاء الْعَنَت) أَي المتعنتون أهل الْفساد (حم عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم) بِإِسْنَاد صَحِيح (طب عَن عبَادَة بن الصَّامِت) بِإِسْنَاد ضَعِيف

(خِيَار أمتِي أحداؤهم) بحاء مُهْملَة وَمن قَالَ بجيم فقد خَالف السُّوق وَفِي رِوَايَة أحداؤها أَي أنشطهم وأسرعهم إِلَى الْخَيْر فَالْمُرَاد بالحدة هُنَا الصلابة فِي الدّين والتسارع إِلَى فعل الْخيرَات وَإِزَالَة الْمُنْكَرَات (الَّذين إِذا غضبوا رجعُوا) سَرِيعا وَلم يعملوا بِمُقْتَضى الْغَضَب (طس عَن عَليّ) وَفِي إِسْنَاده وَضاع

(خِيَار أمتِي أَولهَا وَآخِرهَا نهج أَعْوَج) بالنُّون والنهج الطَّرِيق الْمُسْتَقيم فَلَمَّا وَصفه بأعوج صَار الطَّرِيق غير مُسْتَقِيم وَذكر بَعضهم أَنه إِنَّمَا هُوَ ثبج بمثلثة أَوله أَي لَيْسُوا من خيارهم وَلَا من رذالهم بل من وَسطهمْ (لَيْسُوا منى وَلست مِنْهُم) هَذَا يبعد القَوْل الثَّانِي (طب عَن عبد الله بن السعدى) الْقرشِي العامري بِإِسْنَاد ضَعِيف

(خِيَار أمتِي من دَعَا إِلَى الله تَعَالَى) أَي إِلَى دينه وطاعته وَرضَاهُ (وحبب عباده إِلَيْهِ) بِأَن يَأْمُرهُم الطَّاعَة حَتَّى يطيعوه فيحبهم ذكره الْحسن الْبَصْرِيّ وَقَالَ السهروردي هَذِه رُتْبَة المشيخة والدعوة إِلَى الله لِأَن الشَّيْخ يحبب الله إِلَى عباده حَقِيقَة ويحبب عباده إِلَيْهِ أما الأول فَلِأَنَّهُ يسْلك بالطالب طَرِيق الإقتداء بالمصطفى وَمن أحبه واقتدى بِهِ أحبه الله تَعَالَى قل إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله وَأما الثَّانِي فَلِأَنَّهُ يسْلك بِهِ طَرِيق التَّزْكِيَة والتخلية وَإِذا تزكت النَّفس انجلت مرْآة الْقلب وانتفش فِيهِ أنوار العظمة الإلهية ولاح جمال التَّوْحِيد وانفتحت أحداق البصيرة إِلَى مطالعة جلال الْقدَم الأزلي فَأحب ربه وَلِأَن مرْآة الْقلب إِذا انجلت لَاحَ فِيهَا الدُّنْيَا بقبحها وَالْآخِرَة بنفاستها فتنكشف للبصيرة حَقِيقَة الدَّاريْنِ وَحَاصِل المنزلتين فيحب الْبَاقِي ويزهد فِي الفاني وَالشَّيْخ من جنود الله يرشد بِهِ عباده فَهُوَ خِيَار النَّاس (ابْن النجار عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف لَكِن يقويه مَا رَوَاهُ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ خِيَار عباد الله الَّذِي يحببون الله تَعَالَى إِلَى عباده وَيُحَبِّبُونَ الْعباد إِلَى الله تَعَالَى ويمشون لله فِي الأَرْض نصحاء أَي دعاة إِلَيْهِ

(خِيَار أئمتكم (أَي أمرائكم (الَّذين تحبونهم ويحبونكم) لمعاملتهم لَكِن بالشفقة وَالْإِحْسَان (وتصلون عَلَيْهِم وَيصلونَ عَلَيْكُم) أَي تدعون لَهُم وَيدعونَ لكم (وشرار أئمتكم الَّذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم) هَذَا صَحِيح فَإِن الإِمَام إِذا كَانَ عادلا محسنا أحبهم وأحبوه وَإِذا كَانَ

<<  <  ج: ص:  >  >>