أَي لَا يَنْقَطِع أجره بِمَعْنى أَنه يقدر لَهُ من الْعَمَل بعد مَوته كَمَا جرى مِنْهُ قبله (وأجرى عَلَيْهِ رزقه) فِي الْجنَّة كالشهداء (وَأمن) بِفَتْح فَسُكُون وَفِي رِوَايَة بِضَم الْهمزَة وَزِيَادَة وَاو (الفتان) بِفَتْح الْفَاء أَي فتْنَة الْقَبْر وروى وَأمن فتانى الْقَبْر وروى بِضَم الْفَاء جمع فاتن وَهُوَ من إِطْلَاق الْجمع على إثنين أَو للْجِنْس فقد ورد ثَلَاثَة وَأَرْبَعَة (تَنْبِيه) أصل الرِّبَاط مَا ترْبط فِيهِ الْخَيل ثمَّ قيل لكل أهل ثغر يدْفع عَمَّن خَلفه رِبَاط وَأخذ مِنْهُ مَشْرُوعِيَّة مُلَازمَة الصُّوفِيَّة للربط لِأَن المرابط يدْفع عَمَّن خَلفه والمقيم فِي الرِّبَاط على التَّعَبُّد يدْفع بِهِ وبدعائه الْبلَاء عَن الْعباد والبلاد لَكِن ذكر الْقَوْم للمرابطة بالزوايا والربط شُرُوطًا مِنْهَا قطع الْمُعَامَلَة مَعَ الْخلق وَفتح الْمُعَامَلَة مَعَ الْحق وَترك الِاكْتِسَاب اكْتِفَاء بكفالة مسبب الْأَسْبَاب وَحبس النَّفس عَن المخالطات والمعاملات وَاجْتنَاب التَّبعَات وملازمة الذّكر والطاعات وملازمة الأوراد وانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة وَاجْتنَاب الفضلات وَضبط الأنفاس وحراسة الْحَواس فَمن فعل ذَلِك سمى مرابطاً مُجَاهدًا وَمن لَا فَلَا (م عَن سلمَان) الْفَارِسِي
(رِبَاط يَوْم) وَاحِد فِي سَبِيل الله (خير من صِيَام شهر) تَطَوّعا بِدَلِيل قَوْله (وقيامه) لَا يناقضه مَا قبله أَنه خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا لِأَن فضل الله متوالٍ كل وَقت (حم عَن ابْن عَمْرو) وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(رِبَاط يَوْم فِي سَبِيل الله خير من) رِبَاط (ألف يَوْم فِيمَا سواهُ من الْمنَازل) فحسنة الْجِهَاد بِأَلف وَأخذ من تَعْبِيره بِالْجمعِ الْمحلى بأل الإستغراقية أَن المرابط أفضل من الْمُجَاهِد فِي المعركة وَاعْترض (ت ن ك عَن عُثْمَان) قَالَ ك صَحِيح وأقروه
(رِبَاط شهر خير من قيام دهر) أَي صَلَاة زمن طَوِيل وَالْمرَاد النَّفْل (وَمن مَاتَ مرابطاً فِي سَبِيل الله أَمن من الْفَزع الْأَكْبَر) يَوْم الْقِيَامَة (وغدى عَلَيْهِ برزقه وريح من الْجنَّة) فَهُوَ حَيّ عِنْد ربه كالشهيد (وأجرى عَلَيْهِ أجر المرابط) مَا دَامَ فِي قَبره (حَتَّى يَبْعَثهُ الله) يَوْم الْقِيَامَة من الْآمنينَ الَّذين لَا خوف عَلَيْهِم (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(رِبَاط يَوْم فِي سَبِيل الله يعدل عبَادَة شهر أَو سنة) شكّ من الرَّاوِي (صيامها وقيامها وَمن مَاتَ مرابطاً فِي سَبِيل الله أَعَاذَهُ الله من عَذَاب الْقَبْر وأجرى لَهُ أجر رباطه مَا قَامَت الدُّنْيَا) أَي مُدَّة قِيَامهَا (الْحَرْث) بن أبي أُسَامَة (عَن عبَادَة) بن الصَّامِت // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(رب أَشْعَث) أَي ثَائِر الرَّأْس مغبرة قد أَخذ فِيهِ الْجهد حَتَّى أَصَابَهُ الشعث وعلته الغبرة (مَدْفُوع بالأبواب) فَلَا يتْرك أَن يلج الْبَاب فضلا أَن يقْعد مَعَهم وَيجْلس بَينهم (لَو أقسم) حلف (على الله) ليفعلن شيأ (لَأَبَره) أَي لَا بر قسمه وأوقع مَطْلُوبه إِكْرَاما لَهُ وصوناً ليمينه عَن الْحِنْث لعظم مَنْزِلَته عِنْده (حم م عَن أبي هُرَيْرَة
(رب أَشْعَث) أَي جعد الرَّأْس (أغبر) أَي غير الْغُبَار لَونه (ذِي طمرين) تَثْنِيَة طمر وَهُوَ الثَّوْب الْخلق (تنبو عَنهُ أعين النَّاس) أَي ترجع وتغض عَن النّظر إِلَيْهِ احتقاراً لَهُ (لَو أقسم على الله لَأَبَره) لِأَن الانكسار ورثاثة الْحَال والهيئة من أعظم أَسبَاب الْإِجَابَة (ك حل عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك صَحِيح وأقروه
(رب ذِي طمرين لَا يؤبه لَهُ) أَي لَا يبالى بِهِ وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ (لَو أقسم على الله لَأَبَره) تَمَامه عِنْد ابْن عدي لَو قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْجنَّة لأعطاه الْجنَّة وَلم يُعْطه من الدُّنْيَا شيأ (الْبَزَّار عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(رب صَائِم لَيْسَ لَهُ من صِيَامه إِلَّا الْجُوع) وَتَمَامه عِنْد الْقُضَاعِي والعطش وَهُوَ من يفْطر على الْحَرَام أَو على لُحُوم النَّاس أَو من لَا يحفظ جوارحه عَن الآثام (وَرب قَائِم) أَي متهجد (لَيْسَ لَهُ من قِيَامه إِلَّا السهر) كَالصَّلَاةِ فِي