للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إِلَى الْفِتْنَة مِنْهُ (والقائم فِيهَا) أَي الْقَائِم بمكانه فِي تِلْكَ الْحَالة (خير من الْمَاشِي) فِي أَسبَابهَا (والماشي فِيهَا خير من السَّاعِي) إِلَيْهَا أَي الَّذِي يسْعَى وَيعْمل فِيهَا (من تشرف لَهَا) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة ومعجمة تطلع عَلَيْهَا أَي الْفِتْنَة (تستشرفه) أَي تجره لنَفسهَا وَتَدْعُوهُ إِلَى الْوُقُوع فِيهَا (وَمن وجد فِيهَا ملْجأ) أَي عَاصِمًا أَي موضعا يلتجئ إِلَيْهِ ويعتزل فِيهِ (أَو معَاذًا) بِفَتْح الْمِيم وذال مُعْجمَة شكّ من الرَّاوِي أَي محلا يعتصم بِهِ مِنْهَا (فليعذ) وَفِي رِوَايَة لمُسلم فليستعذ (بِهِ) أَي ليذْهب إِلَيْهِ ليعتزل فِيهِ وَمن لم يجد فليتخذ سَيْفا من خشب وَالْمرَاد أَن بَعضهم أَشد فِي ذَلِك من بعض (حم ق عَن أبي هُرَيْرَة

سَتَكُون أُمَرَاء تعرفُون وتنكرون) أَي تعرفُون بعض أفعالهم لموافقتها للشَّرْع وتنكرون بَعْضهَا لمخالفتها لَهُ (فَمن كره) ذَلِك الْمُنكر بِلِسَانِهِ بِأَن أمكنه تَغْيِيره بالْقَوْل فَقَالَ فقد (برِئ) من النِّفَاق والمداهنة (وَمن أنكر) بِقَلْبِه فَقَط وَمنعه الضعْف عَن إِظْهَار النكير فقد (سلم) من الْعقُوبَة على تَركه النكير ظَاهرا (وَلَكِن من رضى) بالمنكر (وتابع) عَلَيْهِ فِي الْعَمَل فَهُوَ الَّذِي لم يبرأ من الْعقُوبَة أَو هُوَ الَّذِي شاركهم فِي الْإِثْم (م د عَن أم سَلمَة

سَتَكُون بعدِي هناة وهناة) كفتاة أَي شَدَائِد وعظائم وَأَشْيَاء مُنكرَة جمع هنة وَهِي كِنَايَة عَمَّا لَا يُرَاد التَّصْرِيح بِهِ لبشاعته (فَمن رَأَيْتُمُوهُ فَارق الْجَمَاعَة) الصَّحَابَة وَمن بعدهمْ من السّلف (أَو يُرِيد أَن يفرق أَمر أمة مُحَمَّد كَائِنا من كَانَ) أَي سَوَاء كَانَ من أقاربي أم لَا (فَاقْتُلُوهُ فَإِن يَد الله مَعَ الْجَمَاعَة وَإِن الشَّيْطَان مَعَ من فَارق الْجَمَاعَة يرْكض) فَإِنَّهُ تَعَالَى جمع الْمُؤمنِينَ على شَرِيعَة وَاحِدَة فَمن فارقهم خَالف أَمر الرَّحْمَن فَلَزِمَهُ الشَّيْطَان (ن حب) وَكَذَا أَحْمد (عَن عرْفجَة) بن شُرَيْح أَو شرَاحِيل أَو شريك الْأَشْجَعِيّ (سَتَكُون أُمَرَاء يشغلهم) بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة والغين الْمُعْجَمَة (أَشْيَاء) بِالرَّفْع فَاعل (يؤخرون الصَّلَاة عَن وَقتهَا) الْمُخْتَار أَو عَن كُله (فاجعلوا صَلَاتكُمْ مَعَهم تَطَوّعا) أَمرهم بِهِ حذرا من هيج الْفِتَن وَاخْتِلَاف الْكَلِمَة وَقد وَقع ذَلِك زمن بني أُميَّة (هـ عَن عبَادَة) بن الصَّامِت

(سَتَكُون بعدِي أَئِمَّة) فسقة كَمَا فِي رِوَايَة الدَّارمِيّ (يؤخرون الصَّلَاة عَن مواقيتها) فَإِذا فعلوا ذَلِك (صلوها لوَقْتهَا فَإِذا حضرتم مَعَهم الصَّلَاة فصلوا) مَعَهم وَفِيه صِحَة الصَّلَاة خلف الْفَاسِق (طب عَن ابْن عَمْرو) رمز الْمُؤلف لصِحَّته ونوزع (سَتَكُون عَلَيْكُم أُمَرَاء من بعدِي يأمرونكم بِمَا لَا تعرفُون ويعملون بِمَا تنكرون فَلَيْسَ أُولَئِكَ عَلَيْكُم بأئمة) أَي فَلَا يلزمكم طاعتهم (طب عَن عبَادَة بن الصَّامِت) // بِإِسْنَاد حسن //

(سَتَكُون أَئِمَّة من بعدِي يَقُولُونَ فَلَا يرد عَلَيْهِم قَوْلهم يتقاحمون فِي النَّار) أَي يقعون فِيهَا كَمَا يقتحم الْإِنْسَان الْأَمر الْعَظِيم (كَمَا تَقَاحم القردة) إِذا اتّصف الْقلب بالمكر والغش وانصبغ بذلك صَار صَاحبه على خلق الْحَيَوَان الْمَوْصُوف بذلك من القردة والخنازير فَلذَلِك شبههم بالقردة (ع طب عَن مُعَاوِيَة) بن أبي سُفْيَان // بِإِسْنَاد حسن //

(سَتَكُون فتن يصبح الرجل فِيهَا مُؤمنا ويمسى كَافِرًا إِلَّا من أَحْيَاهُ الله بِالْعلمِ) أَي أَحْيَا قلبه بِهِ لِأَنَّهُ على بَصِيرَة من أمره فيجتنب مواقع الْفِتَن بِمَا يُعلمهُ من الْعلم (هـ طب عَن أبي أُمَامَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سَتَكُون فتْنَة) كَانَ تَامَّة أَي ستحدث فتْنَة (صماء بكماء عمياء) يعْنى تعمى بصائر النَّاس فِيهَا فَلَا يرَوْنَ مخرجا ويصمون عَن اسْتِمَاع الْحق أَو المُرَاد فتْنَة لَا تسمع وَلَا تبصر فَهِيَ تفقد الْحَواس لَا تقلع (من أشرف لَهَا استشرفت لَهُ) أَي تطلع عَلَيْهَا جرته لنَفسهَا فالخلاص فِي التباعد مِنْهَا والهلاك فِي مقاربتها (وإشراف اللِّسَان فِيهَا) أَي إطالته بالْكلَام

<<  <  ج: ص:  >  >>