للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

للعروج رَسُولا (قَالَ نعم فافتح فَلَمَّا) أَي فتح لنا فَلَمَّا (علونا السَّمَاء الدُّنْيَا فَإِذا) للمفاجأة (رجل عَن يَمِينه أَسْوِدَة) جمع سَواد وَهُوَ الشَّخْص وَالْمرَاد جمَاعَة من بني آدم (وَعَن يسَاره أَسْوِدَة) أشخاص أَيْضا (فَإِذا نظر قبل يَمِينه ضحك) فَرحا وسروراً (وَإِذا نظر قبل شِمَاله بَكَى) غماً وحزناً (فَقَالَ) أَي فَسلمت عَلَيْهِ فَقَالَ (مرْحَبًا) أَي لقِيت رحباً وسعة (بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالِابْن الصَّالح) اقْتصر على الصّلاح لِأَنَّهُ صفة يَشْمَل كَمَال الْخَيْر (قلت يَا جِبْرِيل من هَذَا قَالَ هَذَا آدم) أَبُو الْبشر (وَهَذِه الأسودة) الَّتِي (عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله نسم بنيه) أَي أَرْوَاحهم (فَأهل الْيَمين أهل الْجنَّة والأسودة الَّتِي عَن شِمَاله أهل النَّار فَإِذا نظر قبل يَمِينه ضحك وَإِذا نظر قبل شِمَاله بَكَى) وَلَا يلْزم مِنْهُ كَون أَرْوَاح الْكفَّار فِي السَّمَاء لِأَن الْجنَّة فِي جِهَة يَمِينه وَالنَّار فِي جِهَة يسَاره فالرائي فِي السَّمَاء والمرئي فِي غَيرهَا (ثمَّ عرج بِي جِبْرِيل حَتَّى أَتَى السَّمَاء الثَّانِيَة فَقَالَ لخازنها افْتَحْ فَقَالَ لَهُ خازنها مثل مَا قَالَ خَازِن السَّمَاء الدُّنْيَا فَفتح فَلَمَّا مَرَرْت بادريس) فِيهَا (قَالَ) لي (مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالْأَخ الصَّالح) ذكر الْأَخ تلطفاً وتواضعاً إِذا الْأَنْبِيَاء أخوة (فَقلت) لجبريل (من هَذَا) المرحب (قَالَ هَذَا إِدْرِيس) النَّبِي (ثمَّ مَرَرْت بمُوسَى فَقَالَ مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالْأَخ الصَّالح فَقلت من هَذَا قَالَ هَذَا مُوسَى ثمَّ مَرَرْت بِعِيسَى فَقَالَ مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالْأَخ الصَّالح قلت من هَذَا قَالَ عِيسَى ابْن مَرْيَم) ثمَّ هُنَا للتَّرْتِيب الإخباري لَا الزماني إِلَّا أَن قيل بِتَعَدُّد الْمِعْرَاج (ثمَّ مَرَرْت بإبراهيم) الْخَلِيل (فَقَالَ مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالِابْن الصَّالح فَقلت من هَذَا قَالَ هَذَا إِبْرَاهِيم) ورؤيته كل نَبِي فِي سَمَاء تدل على تفَاوت رتبهم وعبوره على كلهم يدل على أَنه أعلاهم رُتْبَة والمرئي أَرْوَاحهم لَا أَجْسَادهم إِلَّا عِيسَى (ثمَّ عرج بِي حَتَّى ظَهرت) أَي ارْتَفَعت (بمستوى) بِفَتْح الْوَاو مَوضِع مشرف يَسْتَوِي عَلَيْهِ (أسمع فِيهِ صريف الأقلام) بِفَتْح الصَّاد الْمُهْملَة صريرها على اللَّوْح حَال كتَابَتهَا فِي تصاريف الأقدار (فَفرض الله عز وَجل على أمتِي خمسين صَلَاة) فِي كل يَوْم (فَرَجَعت بذلك) أَي بِمَا فرض (حَتَّى مَرَرْت على مُوسَى) فِي رِوَايَة وَنعم الصاحب كَانَ لكم (فَقَالَ مُوسَى مَاذَا فرض رَبك على أمتك فَقلت فرض عَلَيْهِم خمسين صَلَاة قَالَ لي مُوسَى فراجع رَبك) فِي رِوَايَة فَارْجِع إِلَى رَبك أَي إِلَى الْمحل الَّذِي نَاجَيْته فِيهِ (فَإِن أمتك لَا تطِيق ذَلِك فراجعت رَبِّي فَوضع شطرها) يعْنى بَعْضهَا (فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرته) بذلك (فَقَالَ رَاجع رَبك) أَي ارْجع إِلَى مَحل الْمُنَاجَاة (فَإِن أمتك لَا تطِيق ذَلِك) أَي الدَّوَام عَلَيْهِ (فراجعت رَبِّي فَقَالَ هن خمس) عددا (وَهِي خَمْسُونَ) ثَوابًا (لَا يُبدل القَوْل لَدَى فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقَالَ رَاجع رَبك فَقلت قد استحييت من رَبِّي) تَقْدِيره راجعته حَتَّى استحييت فَلَا أرجع فَإِن رجعت كنت غير راضٍ وَلَكِن أرْضى وَأسلم أَمْرِي وَأمرهمْ إِلَى الله (ثمَّ انْطلق بِي) أَي جِبْرِيل (حَتَّى انْتهى بِي إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى) أَي إِلَى حَيْثُ تنتهى إِلَيْهِ أَعمال الْعباد أَو نفوس السائحين أَو هِيَ شَجَرَة نبق فِي السَّمَاء السَّابِعَة (فغشيها ألوان لَا أَدْرِي مَا هِيَ ثمَّ أدخلت الْجنَّة) فِي رِوَايَة وَهِي جنَّة المأوى (فَإِذا فِيهَا جنابذ اللُّؤْلُؤ) بِفَتْح الْجِيم وَنون جمع جنبذ مَا ارْتَفع واستدار كالقبة فَارسي مُعرب (وَإِذا ترابها الْمسك) فِيهِ عدم فَرضِيَّة مَا زَاد على الْخمس كالوتر وَجَوَاز النّسخ فِي الْإِنْشَاء وَإِن الْجنَّة مَوْجُودَة وَغير ذَلِك (ق عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ (إِلَّا قَوْله ثمَّ عرج بِي حَتَّى ظَهرت بمستوى أسمع فِيهِ صريف الأقلام فَإِنَّهُ عَن ابْن عَبَّاس وَأبي حَبَّة البدري) بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة الْأنْصَارِيّ واسْمه مَالك بن عَمْرو

(فرخ) بخاء

<<  <  ج: ص:  >  >>