أعظمهما قدر اَوْ أرفعهما منزلَة عِنْده (أشدهما حبا لصَاحبه) أَي فِي الله تَعَالَى لَا لغَرَض دُنْيَوِيّ وَالضَّابِط أَن يحب لَهُ مَا يحب لنَفسِهِ من الْخَيْر فَمن لَا يحب لاخيه مَا يحب لنَفسِهِ فأخوته نفاق (خد حب ك عَن أنس) بن مَالك واسناده صَحِيح
(مَا تحاب رجلَانِ فِي الله تَعَالَى الا وضع لَهما كرسيا) يَوْم الْقِيَامَة فِي الْموقف (فأجلسا عَلَيْهِ) أَي أَجْلِس كل مهما على كرْسِي (حَتَّى يفرغ الله من الْحساب) أَي حِسَاب الْخَلَائق مُكَافَأَة لَهما على تحابهما فِي الله وَفِيه اشعار بِأَنَّهُمَا لَا يحاسبان (طب عَن أبي عُبَيْدَة) بن الْجراح (ومعاذ) بن جبل وَفِيه ابو دَاوُد الاعمى كَذَّاب
(مَا ترفع ابل الْحَاج رجلا وَلَا تضع يدا) حَال سَيرهَا بِالنَّاسِ الى الْحَج (الا كتب الله تَعَالَى) أَي امْر أَو قدر (لَهُ بهَا حَسَنَة ومحا عَنهُ سَيِّئَة أَو رَفعه بهَا دَرَجَة) أَي ان لم يكن عَلَيْهِ سَيِّئَة والا بل للْغَالِب فراكب نَحْو الْبَغْل كَذَلِك (هَب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(مَا ترك عبد الله أمرا) أَي تَركه امتثالا لامره وابتغاء لمرضاته (لَا يتْركهُ الا الله) أَي لمحض الِامْتِثَال من غير مُشَاركَة غَرَض من الاغراض (الا عوضه الله مِنْهُ مَا هُوَ خير لَهُ مِنْهُ فِي دينه دُنْيَاهُ) لانه لما قهر نَفسه وهواه لاجل الله جوزى بِمَا هُوَ أفضل وأنفع (ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عمر) بن الْخطاب مَرْفُوعا وموقوفا وَالْمَعْرُوف وَقفه
(مَا تركت) وَفِي رِوَايَة مَا ادْع (بعدِي) فِي النَّاس (فتْنَة أضرّ على الرِّجَال من النِّسَاء) لَان الْمَرْأَة لَا تحب زَوجهَا الا على شَرّ وَأَقل افسادها أَن تحمله على تَحْصِيل الدُّنْيَا والاهتمام بهَا وتشغله عَن امْر الْآخِرَة وللمرأة فتنتان عَامَّة وخاصة فالعامة الافراط فِي الاهتمام بِأَسْبَاب الْمَعيشَة وتعيير الْمَرْأَة لَهُ بالفقر فيكلف مَا لَا يُطيق ويسلك مَسْلَك التهم المذهبة لدينِهِ والخاصة الافراط فِي المجالسة والمخالطة فتنطلق النَّفس عَن قيد الِاعْتِدَال وتستروح بطول الاسترسال فيستولى على الْقلب السَّهْو والغفلة فيقل الْوَارِد لقلَّة الاوراد ويتكدر الْحَال لاهمال شُرُوط الاعمال وَلِهَذَا اذْهَبْ أَكثر الصُّوفِيَّة الى تَفْضِيل التَّجْرِيد قَالُوا الاولى قطع العلائق ومحو الْعَوَائِق والتخلي عَن ركُوب الاخطار وَالْخُرُوج عَن كل مَا يكون حِجَابا والتزوج انحطاط من الْعَزِيمَة الى الرُّخص ودوران حول مظان الاعوجاج وانعطاف على الْهوى بِمُقْتَضى الطَّبْع وَالْعَادَة قَالَ بَعضهم الصَّبْر عَنْهُن خير من الصَّبْر عَلَيْهِنَّ وَالصَّبْر عَلَيْهِنَّ خير من الصَّبْر على النَّار (حم ق ت ن هـ عَن أُسَامَة) بن زيد
(مَا ترَوْنَ مِمَّا تَكْرَهُونَ) من البلايا والمصائب (فَذَلِك مَا تُجْزونَ) بِهِ مِمَّا يكون مِنْكُم قَالَ بَعضهم إِنِّي لأعرف ذَنبي فِي سوء خلق غلامي وحماري وزوجتي وقرض الفأر خف رجل من الْقَوْم فتألم وَأنْشد لَو كنت من مَازِن لم تستبح ابلي أَشَارَ بذلك الى أَن مَا أَصَابَهُ مُقَابلَة لَهُ على ذَنْب فرط مِنْهُ (يُؤَخر الله الْخَيْر لاهله فِي الْآخِرَة) لَان من حُوسِبَ بِعَمَلِهِ السَّيئ عَاجلا فِي الدُّنْيَا خف ظَهره فِي الْآخِرَة وَوجد فِيهَا جَزَاء مَا عمله من الْخَيْر خَالِصا (ك عَن أبي اسماء الرحبى مُرْسلا) واسْمه الصيقل
(مَا تستقل الشَّمْس) أَي ترْتَفع وتتعالى (فَيبقى شئ من خلق الله الا سبح الله بِحَمْدِهِ) بِلِسَان القال أَو الْحَال (الا مَا كَانَ من الشَّيَاطِين وأغبياء بني آدم) جمع غبي بغين مُعْجمَة وموحدة تحتية وَهُوَ الْقَلِيل الفطنة الْجَاهِل بالعواقب يُقَال غبي غباء وغباوة يتَعَدَّى الى الْمَفْعُول بِنَفسِهِ وبالحرف وغبي عَن الْخَيْر جَهله فَهُوَ غبي (ابْن السّني حل عَن عَمْرو بن عَنْبَسَة) وَفِيه بَقِيَّة بن الْوَلِيد
(مَا تشهد الْمَلَائِكَة) أَي مَا تحضر (من لهوكم الا الرِّهَان والنضال) الرِّهَان بِالْكَسْرِ