للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَأما الجاه فانه أعظم فتْنَة من المَال فان مَعْنَاهُ الْعُلُوّ والكبرياء والعز وَهِي من الصِّفَات الالهية (حم ت عَن كَعْب بن مَالك) واسناده كَمَا قَالَ الْمُنْذِرِيّ جيد

(مَا رَأَيْت مثل النَّار نَام هَارِبهَا) حَال ان لم تكن رَأَيْت من أَفعَال الْقُلُوب والا فَهُوَ مفعول ثَان (وَلَا مثل الْجنَّة نَام طالبها) أَي النَّار شَدِيدَة والخائفون مِنْهَا نائمون غافلون وَلَيْسَ هَذَا شَأْن الهارب بل طَرِيقه أَن يُهَرْوِل من الْمعاصِي الى الطَّاعَات (ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة) وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ (طس عَن أنس) بن مَالك وَحسنه الهيثمي

(مَا رَأَيْت منْظرًا) أَي منظورا (قطّ) بِشدَّة الطَّاء وتخفيفها ظرف للماضي المنفى (الا والقبر أفظع) أَي أقبح وأبشع (مِنْهُ) لانه بَيت الدُّود والوحدة والغربة والظلمة (ت هـ ك عَن عُثْمَان) بن عَفَّان قَالَ ك صَحِيح ونوزع

(مَا رزق عبد خيرا لَهُ وَلَا أوسع من الصَّبْر) لانه اكليل الايمان وأوفر الْمُؤمنِينَ حظا من الصَّبْر أوفرهم حظا من الْقرب من الرب (ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ صَحِيح وأقروه

(مَا رفع قوم أكفهم الى الله تَعَالَى يسألونه شيأ الا كَانَ حَقًا على الله أَن يضع فِي أَيْديهم الَّذِي سَأَلُوا) لانه تَعَالَى أكْرم الاكرمين فاذا رفع عَبده يَدَيْهِ اليه مفتقرا مُضْطَرّا متعرضا لفضله يستحي أَن يردهُ وَفِيه ندب رفع الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء (طب عَن سلمَان) الْفَارِسِي وَرِجَاله رجال الصَّحِيح

(مَا زَالَ جِبْرِيل يوصيني بالجار) المُرَاد جَار الدَّار لَا جَار الْجوَار (حَتَّى انه لما اكثر عَليّ فِي ذَلِك (ظَنَنْت أَنه سيورثه) أَي يحكم بتوريث الْجَار من جَاره بِأَن يَأْمُرنِي عَن الله بِهِ بِأَن يَجْعَل لَهُ مُشَاركَة فِي المَال بِفَرْض سهم يعطاه مَعَ الاقارب (حم ق د ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (حم ق ٤ عَن عَائِشَة) الصديقية

(مَا زَالَ جِبْرِيل يوصيني بالجار حَتَّى ظَنَنْت أَنه يورثه وَمَا زَالَ يوصيني بالمملوك حَتَّى ظَنَنْت أَنه يضْرب لَهُ أَََجَلًا أَو وقتا اذا بلغه عتق) أَي من غير اعتاق وَأخذ مِنْهُ أَنه يجب ود أهل الْمَدِينَة ورعايتهم (هق عَن عَائِشَة) واسناده صَحِيح واقتصار المُصَنّف على تحسينه غير كَاف

(مَا زَالَت أكله خَيْبَر) أَي اللُّقْمَة الَّتِي أكلهَا من الشَّاة المسمومة (تعادني) أَي تراجعني فِي (كل عَام) أَي يراجعني الالم فأجده فِي جوفي كل عَام (حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَان) بِالضَّمِّ وَيجوز بِنَاؤُه على الْفَتْح (قطع أَبْهَري) بِفَتْح الْهَاء عرق فِي الصلب أَو الذِّرَاع أَو الْقلب اذا انْقَطع مَاتَ صَاحبه أَي أَنه نقض عَلَيْهِ سم الشَّاة ليجمع الى منصب النُّبُوَّة منصب الشَّهَادَة وَلَا يفوتهُ مكرمَة قَالَ السُّبْكِيّ كَانَ ذَلِك سما قَاتلا من سَاعَته مَاتَ مِنْهُ بشر بن الْبَراء فَوْرًا وبقى الْمُصْطَفى وَذَلِكَ معْجزَة فِي حَقه (ابْن السّني وَأَبُو نعيم فِي الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن أبي هُرَيْرَة) واسناده حسن

(مَا زَان الله العَبْد بزينة أفضل من زهادة فِي الدُّنْيَا) وَهِي الْكَفّ عَن الْحَرَام وسؤال النَّاس (وعفاف فِي بَطْنه وفرجه) لانه بذلك يصير ملكا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمعنى الزّهْد أَن يملك شَهْوَته وغضبه فينقادان لباعث الدّين واشارة الايمان وَهَذَا ملك بِاسْتِحْقَاق اذ بِهِ يصير صَاحبه حرا وباستيلاء الطمع والشهوات عَلَيْهِ يصير عبدا لبطنه وفرجه وَسَائِر اغراضه فَيكون مَمْلُوكا يحره زِمَام الشَّهْوَة الى حَيْثُ تُرِيدُ (حل عَن ابْن عمر بن الْخطاب وَرَوَاهُ عَنهُ الديلمي ايضا وَسَنَده ضَعِيف

مَا زويت الدُّنْيَا) أَي قبضت ومنعت (عَن أحد الا كَانَت خيرة لَهُ) لَان الْغنى مأشرة مبطرة وَكفى بقارون عِبْرَة (فر عَن ابْن عمر) بن الْخطاب واسناده واه بل قيل بِوَضْعِهِ

(مَا سَاءَ عمل قوم قطّ الا زخرفوا مَسَاجِدهمْ) أَي نقشوها وموهوها بِنَحْوِ ذهب فان ذَلِك نَاشِئ عَن غَلَبَة الرِّيَاء والمباهاة والاشتغال عَن الْمَشْرُوع بِمَا يفْسد

<<  <  ج: ص:  >  >>