للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حُلْو وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن كَمثل الريحانة رِيحهَا طيب وطعمها مر وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن كَمثل الحنظلة لَيْسَ بهَا ريح وطعمها مر) الْمَقْصُود بِضَرْب الْمثل بَيَان علو شَأْن الْمُؤمن وارتفاع عمله وانحطاط شَأْن الْمُنَافِق واحباط عمله (حم ق ٤ عَن أبي مُوسَى) الاشعري

(مثل الْمُؤمن مثل النحلة) بحاء مُهْملَة (ان أكلت أكلت طيبا وان وضعت وضعت طيبا وان وَقعت على عود نخر) بنُون وخاء مُعْجمَة أَي بَال (لم تكسره) لِضعْفِهَا (وَمثل الْمُؤمن مثل السبيكة الذَّهَب ان نفخت عَلَيْهَا احْمَرَّتْ وان وزنت لم تنقص) شيأ (هَب) وَكَذَا أَحْمد (عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ واسناد أَحْمد صَحِيح

(مثل الْمُؤمن مثل الْبَيْت الخرب فِي الظَّاهِر فان دَخلته وجدته مونقا) أَي معجبا حسنا (وَمثل الْفَاجِر كَمثل الْقَبْر المشرف المجصص يعجب مِمَّن رَآهُ وجوفه ممتلئ نَتنًا) وَهَذَا تَمْثِيل حق لَا تمر الشُّبْهَة بساحته (هَب عَن أبي هُرَيْرَة) واسناده حسن

(مثل الْمُؤمنِينَ) الكاملين فِي الايمان (فِي توادهم) بِشدَّة الدَّال مصدر توادد أَي تحابب (وتراحمهم) أَي تلاطفهم (وتعاطفهم) أَي عطف بَعضهم على بعض (مثل الْجَسَد) الْوَاحِد بِالنِّسْبَةِ لجَمِيع أَعْضَائِهِ وَجه الشّبَه التوافق فِي التَّعَب والراحة (اذا اشْتَكَى) أَي مرض (مِنْهُ عُضْو تداعى لَهُ سَائِر الْجَسَد) أَي بَاقِيه (بالسهر) بِفَتْح الْهَاء ترك النّوم لَان الالم يمْنَع النّوم (والحمى) لَان فقد النّوم يثيرها وَلَفظه خبر وَمَعْنَاهُ أَمر أَي كَمَا ان الرجل اذا تألم بعض جسده سرى ذَلِك الالم الى جَمِيع بدنه فَكَذَا الْمُؤْمِنُونَ ليكونوا كَنَفس وَاحِدَة اذا أصَاب أحدهم مُصِيبَة يغتم جَمِيعهم ويقصدوا ازالتها (حم م عَن النُّعْمَان بن بشير) بل هُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ

(مثل الْمُجَاهِد فِي الله وَالله اعْلَم بِمن يُجَاهد فِي سَبيله) اشار بِهِ الى اعْتِبَار الاخلاص (كَمثل الصَّائِم الْقَائِم الدَّائِم) شبهه بِهِ فِي نيل الثَّوَاب فِي كل حَرَكَة وَسُكُون اذ المُرَاد بِهِ (الَّذِي لَا يفتر) سَاعَة (من صِيَام وَلَا صَدَقَة) فاجره مُسْتَمر وَكَذَا الْمُجَاهِد لَا يضيع لَهُ لَحْظَة بِلَا ثَوَاب (حَتَّى يرجع وتوكل الله تَعَالَى للمجاهد فِي سَبيله) أَي تكفل لَهُ (ان توفاه ان يدْخلهُ الْجنَّة) أَي عِنْد مَوته بِغَيْر عَذَاب (أَو يرجعه سالما مَعَ اجْرِ أَو غنيمَة) أَي أجر ان لم يغنم اَوْ غنيمَة ان غنم وَمَفْهُومه انه لَا أجر مَعَ الْغَنِيمَة وَلَيْسَ مرَادا (ق ت ن عَن أبي هُرَيْرَة

مثل الْمَرْأَة الصَّالِحَة فِي النِّسَاء كَمثل الْغُرَاب الاعصم) وَهُوَ (الَّذِي احدى رجلَيْهِ بَيْضَاء) وَهَذَا غير مَوْجُود فِي الْغرْبَان فَمَعْنَاه لَا يدْخل أحد من المختالات المتبرجات الْجنَّة (طب عَن أبي أُمَامَة) باسناد ضَعِيف

(مثل الْمُنَافِق كَمثل الشَّاة العائرة) بِعَين مُهْملَة المترددة الْمُتَحَيِّرَة (بَين الْغَنَمَيْنِ) أَي القطيعين من الْغنم قَالَ فِي الْمفصل قد يثنى الْجمع على تَأْوِيل الجماعتين (تعير الى هَذِه مرّة والى هَذِه مرّة) أَي تعطف على هَذِه وعَلى هَذِه (لَا تَدْرِي أَيهمَا تتبع) لانها غَرِيبَة لَيست مِنْهُمَا فَكَذَا الْمُنَافِق لَا يسْتَقرّ بِالْمُسْلِمين وَلَا بالكافرين بل يَقُول لكل مِنْهُم أَنا مِنْكُم (حم م ن عَن ابْن عمر) بن الْخطاب

(مثل ابْن آدم) بِضَم الْمِيم وَشدَّة الْمُثَلَّثَة مَكْسُورَة أَي صور ابْن آدم (والى جنبه) فِيهِ حذف تَقْدِير مثل الَّذِي الى جنبه (تسع وَتسْعُونَ منية) أَي موتا يَعْنِي أَن أصل خلقَة الانسان شاته أَن لَا يُفَارِقهُ الْبلَاء كَمَا قيل البرايا اهداف المنايا (ان اخطأته) تِلْكَ (المنايا) على الندرة جمع منية وَهِي الْمَوْت وَالْمرَاد هُنَا مَا يُؤدى اليه من أَسبَابه (وَقع فِي الْهَرم حَتَّى يَمُوت) أَي أدْركهُ الدَّاء الَّذِي لَا دَوَاء لَهُ بل يسْتَمر الى الْمَوْت وَأخذ مِنْهُ أَنه ينْدب تَعْجِيل الْحَج (ت والضياء) الْمَقْدِسِي (عَن عبد الله بن الشخير)

<<  <  ج: ص:  >  >>