للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

على المداراة وَبلغ من مداراته أَنه وجد قَتِيلا من أَصْحَابه بَين الْيَهُود فوداه بِمِائَة نَاقَة من عِنْده وان بِأَصْحَابِهِ لحَاجَة الى بعير وَاحِد يتقوون بِهِ وَكَانَ من مداراته أَنه لَا يذم طَعَاما وَلَا ينهر خَادِمًا وَلَا يضْرب امْرَأَة وبالمداراة وَاحْتِمَال الاذى يظْهر جَوْهَر النَّفس (صَدَقَة) أَي يكْتب لَهُ بهَا اجْرِ صَدَقَة وَمحل ذَلِك مالم يشبها بِمَعْصِيَة (حب طب هَب عَن جَابر) بن عبد الله

(مَرَرْت لَيْلَة أسرى بِي على مُوسَى) حَال كَونه (قَائِما يُصَلِّي فِي قَبره) أَي يَدْعُو الله ويثني عَلَيْهِ ويذكره فَالْمُرَاد الصَّلَاة اللُّغَوِيَّة وَقيل الشَّرْعِيَّة وَمَوْت الانبياء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام انما هُوَ رَاجع لتغيبهم عَنَّا بِحَيْثُ لَا ندركهم مَعَ وجودهم وحياتهم وَذَلِكَ كحالنا مَعَ الْمَلَائِكَة فَإِنَّهُم موجودون أَحيَاء وَلَا يراهم أحد من نوعنا الا من خصّه الله بكرامته من أوليائه (حم م ن عَن أنس) بن مَالك

(مَرَرْت لَيْلَة أسرى بِي بالملأ الْأَعْلَى وَجِبْرِيل كالحلس) بمهملتين أولاهما مَكْسُورَة كسَاء رَقِيق يَلِي ظهر الْبَعِير تَحت قتبه (الْبَالِي من خشيَة الله تَعَالَى) زَاد فِي رِوَايَة فَعرفت فضل علمه بِاللَّه على شبهه بِهِ لرُؤْيَته لَهُ لاصقا بِمَا لطئ بِهِ من هَيْبَة الله وخوفه مِنْهُ (طس عَن جَابر) واسناده صَحِيح

(مر رجل بِغُصْن شَجَرَة على ظهر طَرِيق فَقَالَ وَالله لانحين) لم يقل لأقطعن لَان الشَّجَرَة كَانَت ملكا للْغَيْر أَو مثمرة (هَذَا عَن الْمُسلمين) بابعاده عَن الطَّرِيق (لَا يؤذيهم) أَي لِئَلَّا يضرهم (فَادْخُلْ الْجنَّة) أَي فبسبب فعله ذَلِك أدخلهُ الله اياها مُكَافَأَة لَهُ على صَنِيعه قَالَ الْحَكِيم لَيْسَ بتنحية الْغُصْن نَالَ الْمَغْفِرَة بل بِتِلْكَ الرَّحْمَة الَّتِي رحم بهَا الْمُسلمين (حم م عَن أبي هُرَيْرَة) بل هُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ

(مروا) جوبا (أَوْلَادكُم) وَفِي رِوَايَة أبناءكم (بِالصَّلَاةِ) الْمَكْتُوبَة (وهم أَبنَاء سبع سِنِين) أَي عقب تَمامهَا ان ميزوا والا فَعِنْدَ التَّمْيِيز (وَاضْرِبُوهُمْ) ضربا غير مبرح وجوبا (عَلَيْهَا) أَي على تَركهَا (وهم أَبنَاء عشر سِنِين) أَي عقب تَمامهَا وَذَلِكَ ليتمرنوا عَلَيْهَا ويعتادوها بعد الْبلُوغ واخر الضَّرْب للعشر لانه عُقُوبَة وَالْعشر زمن احْتِمَال الْبلُوغ بالاحتلام مَعَ كنه حِينَئِذٍ يُقَوي ويحتمله غَالِبا (وَفرقُوا بَينهم فِي الْمضَاجِع) الَّتِي ينامون فِيهَا اذا بلغُوا عشرا حذرا من غوائل الشَّهْوَة (واذا زوج أحدكُم خادمه عَبده) اَوْ امته (أَو أجيره فَلَا ينظر الى مَا دون السُّرَّة وَفَوق الرّكْبَة (فان مَا بَين سرته وركبته عَورَة (حم دك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ

(مروا) بِضَمَّتَيْنِ بِوَزْن كلوا (أَبَا بكر) الصّديق (فَليصل) بِسُكُون اللَّام الاولى (بِالنَّاسِ) الظّهْر أَو الْعَصْر أَو الْعشَاء وَفِي رِوَايَة للنَّاس أَي الْمُسلمين قَالَه لما ثقل فِي مرض مَوته (ق ت هـ عَن عَائِشَة ق عَن أبي مُوسَى) الاشعري (خَ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (هـ عَن ابْن عَبَّاس وَعَن سَالم بن عبيد) الاشجعي

(مروا بِالْمَعْرُوفِ) أَي بِكُل مَا عرف من الطَّاعَة من الدُّعَاء الى التَّوْحِيد وَغير ذَلِك (وانهوا عَن الْمُنكر) أَي الْمعاصِي وَالْفَوَاحِش وَمَا خَالف الشَّرْع من جزئيات الاحكام (قبل أَن تدعوا فَلَا يُسْتَجَاب لكم) زَاد فِي رِوَايَة وَقبل ان تستغفروا فَلَا يغْفر لكم فَمن ترك الامر وَالنَّهْي نزعت مِنْهُ الطَّاعَة وَلَو أَمر وَلَده أَو خادمه استخف بِهِ فَكيف يُسْتَجَاب دعاؤه لَهُ وَفِيه ان الامر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَاجِب لكنه على الْكِفَايَة وَلَا يخْتَص بالولاة وَلَا بِالْعَدْلِ وَلَا بِالْحرِّ وَلَا بِالذكر وَلَا بالبالغ مالم يخف على نَفسه أَو عضوه أَو مَاله وَلَا يسْقط بِظَنّ أَنه لَا يُفِيد (هـ عَن عَائِشَة) وَفِي اسناده لين

(مروا بِالْمَعْرُوفِ وان لم تفعلوه وانهوا عَن الْمُنكر وان لم تجتنبوه كُله) لانه يجب ترك الْمُنكر وانكاره فَلَا يسْقط بترك أَحدهمَا وجوب الآخر وَقَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ

<<  <  ج: ص:  >  >>