للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(مُقَدّمَة)

أعلم أَن أَسبَاب وُرُود الحَدِيث كأسباب نزُول الْقُرْآن والْحَدِيث الشريف فِي الْوُرُود على قسمَيْنِ مَا لَهُ سَبَب قبل لأَجله، وَمَا لَا سَبَب لَهُ ثمَّ أَن السَّبَب قد يذكر فِي الحَدِيث كَمَا فِي حَدِيث سُؤال جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْإِيمَان وَالْإِسْلَام وَالْإِحْسَان وَحَدِيث السُّؤَال عَن دم الْحيض يُصِيب الثَّوْب وَحَدِيث السَّائِل أَي الْأَعْمَال أفضل وَحَدِيث سُؤال أَي الذَّنب أكبر وَذَلِكَ كثير وَقد لَا يذكر السَّبَب فِي الحَدِيث أَو يذكر فِي بعض طرقه فَهُوَ الَّذِي يَنْبَغِي الاعتناء بِهِ فَمن ذَلِك حَدِيث أفضل صَلَاة الْمَرْء فِي بَيته إِلَّا الْمَكْتُوبَة رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَغَيرهمَا من حَدِيث زيد بن ثَابت رَضِي الله عَنهُ وَقد رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ فِي الشمايل من حَدِيث عبد الله بن سعد رَضِي الله عَنهُ وَذكر السَّبَب قَالَ سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيّمَا أفضل الصَّلَاة فِي بَيْتِي أَو فِي الْمَسْجِد قَالَ أَلا ترى إِلَى بَيْتِي مَا أقربه من الْمَسْجِد فَلِأَن أُصَلِّي فِي بَيْتِي أحب إِلَيّ من أَن أُصَلِّي فِي الْمَسْجِد إِلَّا أَن تكون صَلَاة مَكْتُوبَة وَمَا ذكر فِي هَذَا النَّوْع من الْأَسْبَاب قد يكون مَا ذكر عقب ذَلِك السَّبَب من لفظ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أول مَا تكلم بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذَلِك الْوَقْت لأمور تظهر للعارف بِهَذَا الشَّأْن هَذَا ملخص مَا أَفَادَهُ البُلْقِينِيّ فِي كتاب محَاسِن الِاصْطِلَاح وَأفَاد الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين الدِّمَشْقِي فِي التعليقة اللطيفة لحَدِيث الْبضْعَة الشَّرِيفَة أَنه يَأْتِي سَبَب الحَدِيث تَارَة فِي عصر النُّبُوَّة وَتارَة بعْدهَا وَتارَة يَأْتِي بالأمرين كَحَدِيث الْبضْعَة أما سَببه فِي عصر النُّبُوَّة فخطبة عَليّ رَضِي الله عَنهُ ابْنة أبي جهل على

<<  <  ج: ص:  >  >>