فَبَعَثَنِي أَنا وَأَبا مرْثَد وَلَيْسَ مَعنا رجل إِلَّا مَعَه فرس فَقَالَ ائْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بهَا امْرَأَة وَمَعَهَا كتاب فَخُذُوهُ مِنْهَا فَانْطَلَقْنَا حَتَّى رأيناها بِالْمَكَانِ الَّذِي ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقُلْنَا لَهَا هَاتِي الْكتاب فَقَالَت مَا معي كتاب فَوَضَعْنَا متاعها ففتشناه فَلم نجده فِي متاعها فَقَالَ أَبُو مرْثَد فَلَعَلَّهُ أَن لَا يكون مَعهَا كتاب فَقُلْنَا مَا كذب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا كذبنَا فَقُلْنَا لَتُخْرِجنَّهُ أَو لنعرينك فَقَالَت أما تَتَّقُون الله أما أَنْتُم مُسلمُونَ فَقُلْنَا لَتُخْرِجنَّهُ أَو لنعرينك فَأَخْرَجته من حجزَتهَا وَفِي لفظ من قبلهَا فأتينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا الْكتاب من حَاطِب بن أبي بلتعة فَقَامَ عمر فَقَالَ يَا رَسُول الله خَان الله وخان رَسُوله ائْذَنْ لي فَأَضْرب عُنُقه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَلَيْسَ قد شهد بَدْرًا قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله قَالَ عمر وَلكنه قد نكث وَظَاهر أعداءك عَلَيْك فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَعَلَّ الله فَذكره فَفَاضَتْ عينا عمر فَقَالَ الله وَرَسُوله أعلم فَأرْسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى حَاطِب فَقَالَ مَا حملك على مَا صنعت قَالَ يَا رَسُول الله كنت رجلا مُلْصقًا فِي قُرَيْش وَكَانَ بهَا أَهلِي وَمَالِي وَلم يكن من أَصْحَابك أحد إِلَّا وَله بِمَكَّة من يمْنَع أَهله وَمَاله فَكتبت إِلَيْهِم بذلك وَالله يَا رَسُول الله إِنِّي لمُؤْمِن بِاللَّه وَرَسُوله فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدق حَاطِب فَلَا تَقولُوا لحاطب إِلَّا خيرا فَأنْزل الله {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا عدوي وَعَدُوكُمْ أَوْلِيَاء تلقونَ إِلَيْهِم بالمودة}