وَأخرج النِّسَاء من ترجى حَيَاته، فَإِن تعذر إِخْرَاجه لم تدفن وَترك حَتَّى يَمُوت، وَلَو خرج بعضه حَيا شقّ للْبَاقِي، وَيلْزم تَمْيِيز قُبُور أهل الذِّمَّة. وَأي قربَة فعلت من مُسلم وَجعل أَي أهْدى ثَوَابهَا أَو بعضه لمُسلم حَيّ أَو ميت نَفعه ذَلِك لحُصُول الثَّوَاب حَتَّى لرَسُول الله، وَاعْتبر بَعضهم إِذا نَوَاه حَال الْفِعْل أَو قبله. وَسن لرجل زِيَارَة قبر مُسلم نَص عَلَيْهِ بِلَا سفر وتباح لقبر كَافِر وَلَا يسلم عَلَيْهِ بل يَقُول: أبشر بالنَّار، وَتكره لامْرَأَة، وَإِن علمت أَنه يَقع مِنْهَا محرم حرم عَلَيْهَا الْخُرُوج غير قبر النَّبِي وقبر صَاحِبيهِ رضوَان الله عَلَيْهِمَا فتسن للرِّجَال وَالنِّسَاء، وَإِن اجتازت بِقَبْر فِي طريقها فَسلمت عَلَيْهِ ودعت لَهُ فَحسن، وَسن الْقِرَاءَة عِنْده أَي الْقَبْر، وَسن فعل مَا يُخَفف عَنهُ أَي الْمَيِّت وَلَو بِجعْل جَرِيدَة رطبَة وَنَحْوهَا فِي الْقَبْر، وَسن قَول زائر قبر مُسلم ومار بِهِ: السَّلَام بالتعريف عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين، وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم لاحقون، يرحم الله وَفِي الْمُنْتَهى وَيرْحَم الله بِزِيَادَة الْوَاو الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم والمستأخرين، نسْأَل الله لنا وَلكم الْعَافِيَة. اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمنَا أجرهم، وَلَا تفتنا بعدهمْ، واغفر لنا وَلَهُم. وَيُخَير فِي تَعْرِيف السَّلَام وتنكيره على الْحَيّ، وابتداؤه سنة، وَمن جمَاعَة سنة كِفَايَة وَالْأَفْضَل من جَمِيعهم، ورده فرض كِفَايَة على الْجَمَاعَة وَفرض عين على الْوَاحِد، وَلَا يتْرك السَّلَام إِذا كَانَ يغلب على ظَنّه أَن الْمُسلم عَلَيْهِ لَا يرد، وَرفع الصَّوْت فِي الرَّد قدر الإبلاغ وَاجِب، وتزاد الْوَاو فِي رد السَّلَام وجوبا، قَالَه فِي الْإِقْنَاع:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute