للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

دِيَة ذَلِك الْعُضْو كَامِلَة، وَفِي أذن أَصمّ وأنف أخشم دِيَته كَامِلَة لِأَن الصمم وَعدم الشم عيب فِي غير الْأذن وَالْأنف وجمالهما بَاقٍ. وَفِي ذكر وأنثيين قطعت مَعًا، أَو هُوَ ثمَّ هما ديتان، وَإِن قطعتا، ثمَّ قطع ففيهما الدِّيَة وَفِيه حُكُومَة، وَمن قطع أنفًا أَو أذنين فَذهب الشم أَو السّمع فَعَلَيهِ ديتان، لِأَن الشم من غير الْأنف والسمع من غير الْأُذُنَيْنِ، فَلَا تدخل دِيَة أَحدهمَا فِي الآخر. وتندرج دِيَة نفع الْأَعْضَاء فِي دِيَتهَا فتندرج دِيَة الْبَصَر فِي الْعَينَيْنِ، وَاللِّسَان فيندرج فِيهِ الْكَلَام والذوق وَكَذَا سَائِر الْأَعْضَاء، وَفِي قطع نصف ذكر بالطول نصف دِيَته أَي الذّكر لإذهابه نصفه كَسَائِر مَا فِيهِ مُقَدّر. ذكره فِي الْمُنْتَهى وَشَرحه. وَاخْتَارَ فِي الْإِقْنَاع وَغَيره دِيَته كَامِلَة، فَإِذا ذهب نِكَاحه بذلك فديَة كَامِلَة للمنفعة. وَتجب الدِّيَة كَامِلَة فِي كل حساسة أَي القوى الحاسة، يُقَال حس وأحس، أَي علم وأيقن. وبالألف أفْصح وَبهَا جَاءَ الْقُرْآن. قَالَ الْجَوْهَرِي: الْحَواس المشاعر الْخمس، السّمع وَالْبَصَر والشم والذوق واللمس. وَكَذَا كَلَام أَي إِذا جنى عَلَيْهِ فخرس فَعَلَيهِ دِيَة كَامِلَة، لِأَن كل مَا تعلق الدِّيَة بإتلافه تعلّقت بإتلافته منفعَته كَالْيَدِ وَكَذَا عقل، كَمَا إِذا جنى عَلَيْهِ فجن فَعَلَيهِ دِيَة كَامِلَة، قَالَ بَعضهم: بِالْإِجْمَاع. وَتجب كَامِلَة فِي حدب وصعر بِفَتْح الْأَوَّلين المهملين من كل مِنْهُمَا بِأَن يضْربهُ فَيصير وَجهه فِي جَانب، وَكَذَا تسويده وَلم يزل، وَكَذَا مَنْفَعَة أكل، لِأَنَّهُ نفع مَقْصُود أشبه الشم، وَكَذَا مَنْفَعَة مَشى، لِأَنَّهُ مَقْصُود أشبه الْكَلَام، وَكَذَا مَنْفَعَة نِكَاح، كَأَن انْكَسَرَ صلبه

<<  <  ج: ص:  >  >>