المؤذن أطول عنق من الإمام، لكن الإمام جاء فيه من الفضائل ما لا يلحقه به المؤذن، الأنبياء منازلهم معروفة، الشهداء منازلهم معروفة، العلماء أيضاً منازلهم ودرجاتهم في الدنيا والآخرة معروفة، ولا يعني هذا أنهم أفضل منهم من كل وجه، يعني من هذا الوجه نعم، أما من عداهم من وجوه كثيرة جداً جداً لا يفضلونهم، ويقرر أهل العلم أن التفضيل من وجه لا يقتضي التفضيل من كل وجه، فأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم -عليه السلام-، هل يعني هذا أنه أفضل من محمد؟ لا، ما قال بهذا أحد، والنبي -عليه الصلاة والسلام- أول من تنشق عنه الأرض وأول من يبعث نقول: أول من تنشق عنه يوم القيامة، فإذا قام فإذا موسى آخذ بقائمة العرش، يقول: ما أدري هل بعث قبلي أم جوزي بصعقة الطور، يعني أنه ما صعق أصلاً، ولا يعني هذا أنه أفضل من محمد -عليه الصلاة والسلام-، فكون المؤذنين أفضل من هذه الحيثية لا يعني أنهم أفضل من غيرهم من كل وجه.
((أطول الناس أعناقاً يوم القيامة)) وهذا الحديث في صحيح مسلم.
ثم قال:
"وعن مالك بن الحويرث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم)) " مالك بن الحويرث جاء مع مجموعة إلى المدينة، ولازموا النبي -عليه الصلاة والسلام- أيام، ورأوا أفعاله، وسبروا صلاته وعباداته وشمائله، ثم انصرفوا إلى أهلهم، وذكر مالك بن الحويرث من صفة صلاة النبي -عليه الصلاة والسلام- ما لم يذكره غيره، أرادوا الانصراف فأوصاهم النبي -عليه الصلاة والسلام-، قال:((إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم)) ما ذكر مفاضلة بينهم، يؤذن كذا وإلا فكذا وإلا فكذا، كما ذكر في الإمامة، يؤذن أحدكم أي شخص منكم، لكن يلاحظ في الأذان تحقيق الهدف الذي من أجله شرع بأن يكون المؤذن صيتاً، وأن يكون ندي الصوت على ما سيأتي.