هذا يقول: ذكر القرطبي -رحمه الله تعالى- في قوله تعالى في ذكر مريم:{وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [(٤٣) سورة آل عمران] أنه قد يكون شرْعٌ لهم أي أنها تصلي مع الجماعة، قال: قد يكون المعنى افعلي كفعلهم في الصلاة.
ثم قال: وهنا مسألة قد جاءت أحاديث في فضل مريم -عليها السلام- فمثلاً قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((خير نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد)) وقد جاء: ((كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران)) يقول: فهذا وصف لمريم بكمالها، وأنها مستثناة من نقص النساء، فلما كان حالها حال كمال مثل الرجل أمرت بالصلاة معهم، فهي أفضل من النساء فكأنها صارت بمنزلة الرجال، والله أعلم.
يقول: ما هي الطريقة السهلة لتعلم علم الفرائض؟ وهل تقرأ كتب المعاصرين أم كتب المتقدمين؟
تعلم الفرائض إما أن يكون على طريقة القرآن بالتبويب والتصنيف والتقسيم على الوارثين، أو يكون على طريق الأنصباء كما فعل صاحب الرحبية، وهو فعل كثير ممن صنف في علم الفرائض، وعلم الفرائض علم محدود يمكن الإحاطة به، فمن تعلمه على طريقة القرآن وصنف أبوابه على الوارثين، وذكر نصيب الأولاد من الذكور، ثم الإناث، ثم الوالد ثم الوالدة، ثم الزوج والزوجة وهكذا، وأحوال الإرث بالنسبة لكل واحد منهما، هذه طريقة القرآن، وهي طريقة سهلة.
والطريقة الثانية: تصنف وقد صنفت كتب على الأنصباء، فذكروا أصحاب الثلثين، ثم الثلث، ثم السدس، ثم النصف، ثم الربع، ثم الثمن، ثم العصبة، ثم ذوي الأرحام، وهكذا، وعلى كل حال الجاري عند أهل العلم تعليم الفرائض على منواله هي طريقة الرحبية المنظومة الرحبية مائة وسبعين بيت، أحاطت بعلم الفرائض في الجملة مع شروحها، فهي نافعة جداً على اختصارها وسهولة نظمها.