فالبدعة في الدين أمرها عظيم، وشرها مستطير، تحجب السنن، ما عمل شخص ببدعة إلا حرم من سنة -نسأل الله السلامة والعافية-، البدع والمحدثات أُلفت فيها المصنفات، وحذر منها أهل العلم وشددوا في ذلك، لا سيما في أوائل نشأة هذه البدع، وأطلقوا ألفاظ منفرة من هذه البدع، ومع ذلك استمر الناس أو المبتدعة على بدعهم، وزادت ولا زالت موجودة إلى الآن، يعني: البدع التي في الصدر الأول موجودة إلى الآن، ولكل قوم وارث؛ لأن بعض الناس يقول: لا داعي أن نقرأ كتب الجهمية والمعتزلة والردود على الجهمية والمعتزلة والأشعرية وغيرهم لا داعي؛ لأنها هذه بدع انقرضت، عندنا بدع جديدة لم تنقرض، بل هي موجودة معمول بها إلى الآن، هناك بدع -نسأل الله السلامة والعافية- بدع من غلاة الصوفية بحيث ينسبون التصرف في الكون إلى بعض الأشخاص، وما زالت موجودة إلى الآن، وهي قديمة، فالكتب التي ألفها أهل العلم في الردود على هذه الطوائف المبتدعة على طالب العلم أن يُعنى بها، وكتبهم موجودة إلى الآن، تتداول بينهم، وانتشرت انتشاراً توفرت حتى عند طلاب العلم من أهل السنة، يعني: كان الكتاب يتداوله الناس بالخط، فلا يكتبون إلا ما يحتاجون؛ لأن الخط ليس أمره سهلاً، يعني: كتاب في مجلدات تكتبه كتاب بدعة ما .. ، لكن الآن تشتريه بأبخس الأثمان من أجل الاطلاع عليه وبنية الرد عليه، ثم بعد ذلك يطلع عليه غيرك وأنت لا تشعر، كان الناس يوصون بإتلاف كتب المبتدعة، وإحراق كتب المبتدعة لأنها يمكن إتلافها في البلد نسخة واحدة يمكن، أو نسختين أو موجودة عند بعض الناس، لكن الآن كيف تتلف؟ يصعب إتلافها مع هذه الألوف المؤلفة من النسخ التي إلى وقت قريب كانت ممنوعة من الدخول، وتداولها بين الناس لا سيما في هذه البلاد ممنوعة، الآن ما صار شيء، سهُل الأمر، وصارت تدخل، والعلم والثقافة للجميع، ولعله يوجد من يرد عليها ويبين خطأها، لكن كثير من طلاب العلم لا سيما المبتدئين والمتوسطين لا يسوغ لهم النظر في بعض هذه الكتب لأن فيها شبه قد تعلق في قلوبهم لا يستطيعون دفعها ولو بعد حين؛ لأن بعض الشبه قوية، وبعض المبتدعة عنده طريقة وأسلوب في صياغة الشبهة وتجلية الشبهة، ثم يضعف الرد