"فأقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:((دعهما)) فلما غفل غمزتهما فخرجتا" غفل أبو بكر يعني براً به مع أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أقر، فقال:((دعهما)) وذكر العلة في بعض الأحاديث: ((ليعلم يهود أن في ديننا فسحة)) لا سيما في مثل هذا اليوم، مما يدل على أن سائر الأيام على المنع، قد يقول قائل: هذه جواري؟! نقول: جواري والجواري ليس حجابهن مثل حجاب الحرائر، ولا يوجد خلوة، ويذكر في تراجم بعض أهل العلم أنه اشترى جارية تغني له، وش المانع؟! جارية يرى منها ما شاء بملك اليمين، وتغني بصوت حسن بين يديه بدون آلة؛ لأن بعض الناس يطنطن حول هذه المسائل ليبيح ما حرم الله -جل وعلا- من المعازف والمزامير والغناء الذي عامة أهل العلم على تحريمه، فيمسك مثل هذه النصوص المشتبهة فيجعلها هي الأصل، ويترك النصوص التي فيها التأكيد والتشديد على منع المعازف والغناء، وما أشبه ذلك، وهناك كتب ألفت في الموضوع، ولابن القيم -رحمه الله تعالى- كلام كثير في الغناء وتأثيره في القلوب، وأنه ينبت النفاق في القلب -نسأل الله السلامة والعافية- وأنه قرآن الشيطان، الكلام في إغاثة اللهفان طويل، ولابن القيم مصنف خاص في السماع، ثم بعد ذلك استدرج الشيطان الناس فبدلاً من أن يغني لهم ويزعمون أن هذا أقل أحواله أنه مباح أدخله في عباداتهم، فصاروا يزاولون العبادات على الآلات والرقص والمزامير والموسيقى، ووجد في بعض عبادات من غلا من الصوفية يشبهون بذلك النصارى الذي يصلون صلواتهم على المعازف، ولبس الشيطان على هؤلاء بأن المعازف والأغاني ترق القلوب وتفعل، فأدخلها في عباداتهم ليرق قلبه أثناء العبادة، وأي ضلال فوق هذا؟! يرقصون ويزعمون أنهم يتقربون إلى الله -جل وعلا- بهذا، يعني ما اكتفوا بأن يزاولوه وهو محرم ويتوبون ويستغفرون كفساق المسلمين، جعلوه من المستحب، ثم أدخلوه في العبادات، وجعلوه مما يتعبد به إلى الله -جل وعلا- نسأل الله السلامة والعافية.