((وللخازن مثل ذلك)) الخازن الأمين إذا تصدق بما لا يفسد على صاحب المال ماله أعطى الشيء اليسير بما ينفع ولا يضر مثل هذا له أجر، وبعض الناس تجده خازن مأمور مستودع وتأتيه أوامر الصرف من المسئولين ويبخل على الناس، ويقتر على الناس، ويؤذي الناس، يعني بدلاً من أن تكون خازن أمين، تيسر على الناس، مأجور على هذا التيسير، وعلى هذا العطاء، وهذا موجود مع الأسف، وقد يكون على جهة خيرية، ويشق على الأخيار، قد يكون خازن لكتب علم في جهة توزيع من بيت المال، فإذا جاءه طلاب العلم آذاهم ورددهم مع أوامر الصرف الصريحة، تجدوه يقول: بعد شهر شهرين ثلاثة، ثم إذا جاء قال: والله ما عندنا شيء، انتهت الكتب، هذا فقد، والكتب موجودة، نسأل الله السلامة والعافية، فعلى الإنسان أن يتقي الله -جل وعلا-، الآن هنا الخازن قد لا يكون مصرح له أن ينفق، لكنه ينفق ويبذل بشيء لا يضر بصاحب المال، يعطي الشيء اليسير هذا له أجر، أما إذا صرح له، وبعث له بأوامر الصرف فإنه لا يجوز له حينئذٍ أن يتردد أو يردد، بل عليه أن يصرف فوراً، وما وضع في هذا الموضع إلا لخدمة الناس.
((وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئاً)) لا ينقص شيء، وهل يستوون في الجر؟ الزوج اشترى المواد، الزوجة طبخت، طرق الباب فناولت الزوجة شيئاً من المطبوخ الخادم وقالت: أعطه الذي في الباب، هؤلاء كلهم مأجورون، يشتركون في الأجر، لكن هل هم في الأجر سواء؟ أو كل له بقدر نصيبه منه؟
جاء ما يدل على الاستواء، وفضل الله واسع.
"متفق عليه، وفي رواية:((من بيت زوجها)) " ليس معنى هذا أن هذا يخول للمرأة أن تتصرف تصرفاً فوق هذا، جاء بالطعام فطرق طارق فأعطته الطعام كله، زوجها أين الغداء؟ أين العشاء؟ والله جاءنا مسكين وأعطيناه إياه، ليس هذا هو المراد، إنما بهذا القيد ((غير مفسدة)) لأن هذا يترتب عليه فساد، حتى فساد حياة الأسرة، وعيش الأسرة، تصور أنه جاء من العمل وتعبان وجائع، ثم قالت: والله طبخنا الغداء، ويش صار عليه؟ والله مر فقير وأعطيته إياه، ليس هذا هو المقصود، إنما تعطي هذا السائل من هذا الطعام من غير إفساد، ومن غير إضرار بأحد.