يرجى ذلك؛ لأنك ملكته بإعطائه إياك أنت ملكته، وقد يقول قائل وهو متجه: إن المعطي الأول ليس له مثل أجرك؛ لأنك ما أفطرت على طعامه، وإنما له مثل أجر من أفطر على طعامه، وأنت حينئذٍ تكون واسطة ودال على هذا الخير.
يقول: بعضهم يقول: المقصود بهذا الحديث: من أشبع صائماً ... إلى آخره.
جاء التوضيح على شربة ماء، على مذقة لبن، على كذا.
هذا يقول: من أراد التورع عن الصدقة كما أثر عن الإمام أحمد أن طالب العلم يترفع عن وسخ الناس، وبعض المسلمين يغضب إذا لم يأكل من سفرته التي ....
إذا كان الأكل من طعامه يجبر خاطره فالأكل من طعامه مستحب، وقد يجب كما في وليمة العرس، أما كونك تتورع عمن في طعامه شبهة هذا لا إشكال فيه.
يقول: أنا طالب علم ومجتهد في طلبه ومحب للعلم والقراءة والطلب، ولكني أشكو من ملازمة إحدى الكبائر التي تعيقني عن المواصلة وتثبطني، وهي إدمان النظر الحرام في الإنترنت، وهو بلوى ملازم لي من حوالي عشر سنوات، يقول: دلني على الطريق، وادع لي في هذه الساعة المباركة من أن يصرفني عن السوء والفحشاء؟
أول ما يجب عليك أن تتخلص من الإنترنت، فلا تنظر في خيره ولا شره، إذا كان يقودك إلى الحرام، فما عند الله أنت تقول: أنا أنظر فيه لأن فيه ما ينفع، وفيه علم، وفيه ما يقرب إلى الله، نقول: ما عند الله لا ينال بسخطه، فأول خطوة تخطوها أن تتخلص من الإنترنت، ولا تقول: فيه فوائد فيه كذا فيه كذا، لا؛ لأن فيه ضرر عليك، وأنت لا تستطيع أن تتخلص من هذا الضرر إلا بالبراءة منه براءة كاملة، ولا شك أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، والله أعلم.