هو من اللوازم في الدخول، لا يدخل الإسلام حتى يشهد أن محمداً رسول الله، لكن إذا أردنا أن نطبق حقيقة حرفية الحديث ((من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة)) هل يدخل في هذا الوعد إذا قال: وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأشهد أنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، ثم قبضت روحه، نقول: أتى بالمراد وزيادة؟ أو نقول: فاته الوعد في هذا الحديث ولم يحرم أحاديث أخرى؟ لأنه افترض أنه ما قالها مثلاً، هل معنى هذا أنه يدخل النار؟ حيل بينه وبين أن يقولها، ارتج عليه، أغمي عليه ما قالها، نعم، ليس معنى هذا أنه يدخل النار، وعلى هذا يحرص الإنسان أنه يلقن المحتضر أن لا يزيد على لا إله إلا الله، يعني: إن كان في فسحة من المدة، ورأى عليه أمارات البقاء مدة يقول فيها ما ينفعه من ذكر وغيره لا بأس، ويذكره ببعض الأمور؛ لكي يتوب إلى الله -جل وعلا- منها، ثم بعد ذلك يكون آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله هذا هو المطلوب.
((وأن محمداً عبده ورسوله)) -عليه الصلاة والسلام-، عبد ورسول، في هذا رد على الغلاة والجفاة كونه عبد رد على الغلاة الذين يصرفون له بعض حقوق الرب -جل وعلا-، وإثبات الرسالة له رد على الجفاة، والجمع بينهما سبيل الأمة الوسط، وفي أشرف المقامات نص على العبودية {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [(١) سورة الإسراء] {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} [(١٩) سورة الجن] في أشرف المقامات ينص على العبودية، والعبودية بالنسبة للعابد شرف؛ لأنها هي الهدف من وجوده، هذا الهدف أو هذا الأمر الذي هو تحقيق العبودية هو الهدف من وجود الجن والإنس، وسيدهم ومقدمهم محمد -عليه الصلاة والسلام-.