للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه الأركان الخمسة الركن الأول الذي لا يأتي به لم يدخل في الإسلام إجماعاً وهو الشهادتان، الثاني وما يليه الذي لا يعترف بها يكفر إجماعاً ولو جاء بالشهادتين، من يجحد بقية الأركان يكفر اتفاقاً، لكن الذي يعترف بها ولا يأتي بها، بمعنى أنه لا يصلي ولا يزكي ولا يصوم ولم يحج، كفره يعني كفر تارك أحد الأركان الأربعة العملية قول معروف في مذهب مالك ورواية عن أحمد، وأشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان، يعني: من لم يحج يكفر، من لم يصم رمضان يكفر، من لم يزك كافر، ومن لم يصل من باب أولى، هذا قول معروف، والجمهور على أنه لا يكفر بالنسبة للأركان الثلاثة، إيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، الجمهور على أنه لا يكفر، وإن كان على خطر، على خطر عظيم {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ} [(٩٧) سورة آل عمران] وأبو بكر -رضي الله تعالى عنه- قاتل المرتدين وفيهم من منع الزكاة، وشأن الصيام عظيم، وأما الصلاة فالقول بكفره قول متجه، والنصوص فيها أكثر من غيرها ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)((بين العبد وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)) ولذا المفتى به أن تارك الصلاة كافر كفر أكبر مخرج عن الملة، وأما بقية الأركان فالجمهور على عدم كفره، نعم.

وعن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).

يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: