مريض مثلاً مريض ضغط وإلا سكر، أو أي مرض من الأمراض، مريض سكر جاب له قلة تمر من النوع المركز وأخذ يأكل حتى مات، وهو يعرف أن هذا يضره، إذا كان يغلب على ظنه أنه يموت الحكم واحد قتل نفسه، وقل مثل هذا في الأمراض الأخرى التي فيها حساسية من بعض الأطعمة، أو بعض المأكولات، المقصود أن مثل هذا يتقى ويجتنب.
الإمام مسلم -رحمه الله- أكل التمر، وأكثر منه فمات، لكن هل عنده خبر أنه أو يغلب على ظنه أنه يموت؟ ما يفعل هذا.
((ومن شرب سَماً فقتل نفسه فهو يتحساه)) يشربه ويتجرعه ((يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيه أبداً)) نسأل الله السلامة والعافية.
((ومن تردى من جبل فقتل نفسه)) وقع من شاهق أراد أن ينتحر فصعد على جبل أو صعد على الدور العاشر مثلاً أو الخامس أو الرابع مثلاً الذي يغلب على الظن أنه يموت فيه قاصداً بذلك قتل نفسه يدخل في الحديث، وغير ذلك من الآلات بالسيف، بالحبل، بعض الناس يخنق نفسه بحبل، أو يشنق نفسه ينتحر -نسأل الله العافية- لأدنى شيء، الحياة الآن ضاق بها الناس ذرعاً، رغم ما فيها من وسائل راحة، ومع ذلك للبعد عن الهدي النبوي، والبعد عن مدارسة كتاب الله، والأنس بالله صار الإنسان يزهق من أدنى شيء، وتضيق به الحياة لأدنى سبب، وقد ينتحر لمصيبة في غيره، يعني لما مات بعض المغنيين مثلاً أو المغنيات ذكر أعداد انتحروا -نسأل الله السلامة والعافية-، حقائق وأعلن بها في الصحف، لما ماتت أم كلثوم أو غير أم كلثوم كثير من الناس انتحروا، قيمة هذه الحياة التي تُنهى بهذه الطريقة بالنسبة لهذا الشخص ما قيمتها؟! هل هذه حياة؟ والله إنها ليست بحياة، يعني إذا كان المسلم والمؤمن والمخلص يصيبه الغم والهم لما يرى من وضع الأمة المتدني، ولما يرى من انتشار المنكرات، ولما يرى من علو وتعالي الباطل على الحق نعم يغتم ومعه حق، ويثاب على هذا، لكن هل يصل به الحد إلى أن ينتحر؟ لا يجوز ذلك بحال، فكيف إذا كان الانتحار لغير سبب، أو لسبب ليس بسبب، هو على حد زعمهم سبب، لكن ليس بسبب، في عرف العقلاء كافة ليس بسبب.