للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: ((إن أحدكم)) والخطاب لكل من يصح توجيهه إليه، وهم بنو آدم ((إن أحدكم يجمع خلقه)) يجمع من ماء الرجل وماء المرأة ((يجمع خلقه في بطن أمه)) في بطن أمه وهو المستقر، وهو الوعاء للحمل ((في بطن أمه أربعين يوماً نطفة)) نطفة من ماء مهين ((ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك)) يعني: في تلك المدة علقة، قطعة من دم، أربعين يوماً بعد الأربعين الأولى، الطور الأول أربعين، والطور الثاني أربعين، ثم يكون في ذلك المستقر مضغة مثل ذلك، مثل تلك المدة مضغة بقدر ما يمضغه الإنسان، قطعة لحم بقدر ما يمضغه الإنسان، ثم بعد ذلك ((يرسل الملك فينفخ فيه الروح)) وفي أثناء كونه مضغة يتم تصويره وتخليقه، فإذا بدأ التصوير والتخليق ثبتت أحكام الأم، في أثناء الطور الثاني أو الثالث؟ الثالث، يعني في التسعين أو قبلها بيسير أو بعدها يبدأ التخليق والتصوير، وحينئذٍ تبدأ أحكام الأم، بمعنى أنها لو ألقته وفيه شيء من خلق الإنسان تثبت لها أحكام النفساء، وقبل ذلك فلا.

((ثم يرسل إليه الملك)) إذا انتهت الأطوار الثلاثة، انتهت الأربعون الأولى، ثم الأربعون، ثم الأربعون، فصار له مائة وعشرون يوم يرسل إليه ملك، مائة عشرين يوم ((يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح)) ينفخ فيه الروح فإذا نفخت فيه الروح ثبتت أحكامه هو، بمعنى أنه لو سقط قبل نفخ الروح ليس له أحكام، فإذا سقط بعد نفخ الروح ثبتت أحكامه مما يفعل بالإنسان الكامل من التغسيل والتكفين والصلاة والدفن.