"رواه مسلم، ورواه أحمد والدارقطني والحاكم بنحوه، وعندهم: فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ وهذه الزيادة تفرد بها ابن إسحاق وهو صدوق، وقد صرح بالتحديث فزال ما يخاف من تدليسه، وقد صححها ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي وغيرهم" فائدة هذه الزيادة "فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ إذا صلينا عليك امتثالاً لأمر الله -جل وعلا- في صلاتنا، فالصلاة عليه -عليه الصلاة والسلام- في الصلاة فرد من أفراد العام المأمور به في آية الأحزاب "إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا" فرد من أفراد المأمور به في سورة الأحزاب: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [(٥٦) سورة الأحزاب] "إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا" يعني دعونا لك بهذا اللفظ الذي أمرنا به في الصلاة، فهي فرد من أفراد العام، فلا يقصر العام عليه، يعني التنصيص على فرد من أفراد العام لا يقتضي القصر، يعني معنى هذا أنه يتم الامتثال امتثال الأمر بغير هذا اللفظ، يعني يتم الامتثال بهذا اللفظ وبغيره، وإلا لزمنا لو قصرنا العام على فرد من أفراده وهو ما جاء في هذا النص للزمنا أن نقول كلما سمعناه -عليه الصلاة والسلام- أن نقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد ... إلى آخره، ولا يتم الامتثال إلا بهذا، لكن هذا المذكور هنا إذا صلينا عليك في صلاتنا، فهو فرد من أفراد العام المأمور به، ولا يقتضي الحصر ولا القصر عليه، فيتم امتثال الآية بهذه الصيغة في هذا الموضع إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا، ويتم الامتثال أيضاً خارج الصلاة بقولنا: "صلى الله عليه وسلم" وهذا صنيع الأمة، والأئمة من عصره إلى يومنا هذا كلهم يقولون: صلى الله عليه وسلم، إلى أن جاء من تأثر ببعض البيئات كالصنعاني والشوكاني وصديق حسن خان، فقالوا: إنه لا يتم الامتثال حتى تضيف الآل على جميع الأحوال، نقول: لا، هذا فرد من أفراد المأمور به، والتنصيص على بعض الأفراد لا يقتضي التخصيص، وهو أيضاً في موضع خاص.