"ونام أهل المسجد، ثم خرج فصلى" ثم خرج النبي -عليه الصلاة والسلام- عليهم، فصلى، فقال مبيناً أن صلاة العشاء يستحب تأخيرها، فقال:((إنه لوقتها)) يعني إن هذا الوقت الذي تأخرنا إليه هو وقتها، يعني التأخير هو وقتها ((لولا أن أشق على أمتي)) وفي رواية: ((لولا أن يشق)) يعني لولا أن أشق أنا، تحصل المشقة بسبب تأخيري، أو لولا أن يشق التأخير على الأمة لأخر إلى هذا الوقت، وعلى هذا السنة في صلاة العشاء التأخير، أن تؤخر إلى ثلث الليل، وقد صلى جبريل بالنبي -عليه الصلاة والسلام- في اليوم الثاني صلاة العشاء في ثلث الليل، والنبي -عليه الصلاة والسلام- أخرها كثيراً، يعني في أكثر من مناسبة يؤخر صلاة العشاء فدل على أن تأخيرها أفضل بخلاف غيرها من الصلوات، لكن إذا وجد عارض مثلاً من نوم أو شبهه، وقدمت في أول وقتها صار أفضل بالنسبة لهؤلاء؛ لأن الشرع يلاحظ حال المكلفين، فيجعل الأفضل هو الأرفق بهم، كما هو الحال في شأن الجمع في السفر مثلاً الأفضل -وكذلك الصيام- الأفضل هو الأرفق بالمسافر، فإذا كان الأرفق بالمصلين الصلاة في أول وقتها لما ناله من تعب وعناء وطلب المعيشة في النهار، فيكون حينئذٍ أكثر، وهو غالب فعله -عليه الصلاة والسلام-، ولكن إذا لم يترتب على ذلك مشقة على المصلين فإن تأخيرها أفضل، وعلى هذا لو كان مجموعة جماعة من الصحب في رحلة أو نزهة، أو ما أشبه ذلك أو في سفر، وتواطئوا من غير مشقة عليهم أن يؤخروا صلاة العشاء حينئذٍ يصيبون السنة.
اللهم صل على محمد.
معنا أسئلة:
يقول: لدينا في فرنسا في أغلب المدن مساجد صغيرة مستعارة من طرف السلطات الفرنسية مع أن السلطات تستطيع استرجاعها متى شاءت، فهل هي في هذه الحالة ينطبق عليها أحكام المساجد، وتصلى فيها تحية المسجد، أو تسمى مصلى، ويكتفى فيها بالرواتب الخاصة، خاصة أن بعضها لا تقام فيه الجمعة؟
ليس من شرط المسجد أن تقام فيه الجمعة، لكن إذا أخذ المكان معالم المسجد، وجد فيه محراب، ووجد فيه منارة، وهيئ للصلاة، وترك الناس يصلون فيه من غير نكير، فهو مسجد له أحكامه، وإلا فهو مصلى كسائر الأماكن، لا يأخذ حكم المصلى فلا تحية له، وتدخله الجنب والحائض من غير نكير.