والعلوم دراسة أَصْحَابهَا أَو فَوق دراستهم ليجدوا فِيهَا مَا يدْفَعُونَ بِهِ الشكوك الَّتِي يستثيرها أَعدَاء الدّين بوسائط عصرية حَتَّى إِذا فَوق مقتصد سَهْما مِنْهَا نَحْو التعاليم الإسلامية من مُعْتَقد وَأَحْكَام وأخلاق ردوهَا إِلَى نَحره اعْتِمَادًا على حقائق تِلْكَ الْعُلُوم وتجاربها واستنادا على إبداء نظريات تقضي على نظريات المشككين - وَجل الدّين الإسلامي أَن يصطدم مَعَ حقائق الْعُلُوم - وَأَقَامُوا دون تسرب تلبيساتهم سورا حصينا واقيا وعبأوا حزب الله على أنظمة يتطلبها الزَّمن فِي غير هوادة وَلَا توان ودونوا مَا استخلصوه من تِلْكَ الْعُلُوم من طرائق الدفاع فِي كتب خَاصَّة بأسلوب يعلق بالخاطر وتستسيغه الْعَامَّة لتَكون سدا محكما مدى الدَّهْر دون مفاجأة جوارف الشكوك وَإِن لم يَفْعَلُوا ذَلِك يسهل على الْأَعْدَاء أَن يَجدوا سَبِيلا إِلَى مَوَانِع خصبة بَين الْمُسلمين تنْبت فِيهَا بذور تلبيساتهم بِحَيْثُ يصعب اجتثاث عروقها الفوضوية بل تسري سموم الْإِلْحَاد فِي قُلُوب خَالِيَة تتمكن فِيهَا فَيهْلك الْحَرْث والنسل وقانا الله تَعَالَى شَرّ ذَلِك وأيقظنا من رقدتنا
أَقُول وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه فَلَقَد غزت قُلُوب كثير من الْمُسلمين عقائد وأفكار وَنحل ومبادىء وَأَحْكَام وآراء واستولت على بعض تِلْكَ الْقُلُوب الَّتِي زين لَهَا الشَّيْطَان أَن لَا تعَارض بَين تِلْكَ الآراء والعقائد وَبَين الْإِسْلَام وَأَن لَا حرج على الْمُسلم أَن يكون مُسلما وشيوعيا فِي آن ... حَتَّى خرج الْإِسْلَام من تِلْكَ الْقُلُوب وَتمكن فِيهَا الْإِلْحَاد والزندقة معَاذ الله وَإِن على كثير من الْمُسلمين القادرين علما وقلما نَصِيبا من الْمُؤَاخَذَة على مَا آل إِلَيْهِ قُلُوب كثير من الْمُسلمين إِن لم يَقُولُوا وَلم يدرسوا وَلم يكتبوا وينشروا
وَمن الْحق أَن يقْرَأ عُلَمَاؤُنَا خَاصَّة ويقرئوا فِي دروسهم ويقولوا ذَلِك فِي خطبهم مِمَّا هُوَ حق وصريح فِي رد الْإِلْحَاد وقمعه وَفِي هَذَا الْعَصْر الْكتب التالية موقف الْعقل وَالْعلم لشيخ الْإِسْلَام مصطفى صبري رَحمَه الله تَعَالَى فِي أَربع مجلدات وقصة الْإِيمَان للشَّيْخ نديم الجسر رَحمَه الله تَعَالَى فِي مُجَلد وصراع مَعَ الْمَلَاحِدَة حَتَّى الْعظم والعقيدة