يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَهُوَ أَخُو الْعَبَّاس بْن عِيسَى سَمِعَ بِبَلَدِهِ من أبي دَاوُد المقرىء وَوجدت سَمَاعه لكتاب التَّقَصِّي لأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر مَعَ أَخِيه وَأبي الْحَسَن بْن هُذَيْل فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَلَقي أَبَا الْحَسَن الحٌصْريّ ثُمَّ خرج حَاجا فَقدم دمشق سنة أَربع وَخَمْسمِائة وَأقَام بهَا مُدَّة يقرىء الْعَرَبيَّة كَانَ شَدِيد الوسوسة فِي الْوضُوء ذكره ابْن عَسَاكِر وَلم يذكر سَمَاعه من أبي دَاوُد وَقَالَ أَنْشدني أخي أَبُو الْحُسَيْن هبة اللَّه بن الْحسن الْفَقِيه قَالَ أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن طَاهِر بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الْأَنْصَارِيّ الأندلسيّ الداني بِدِمَشْق قَالَ أنشدنا أَبُو الْحَسَن عَليّ بن عبد الْغَنِيّ المقرىء القيرواني الْمَعْرُوف بالحصري لنَفسِهِ
(يَمُوت من فِي الْأَنَام طرًا ... من طيب كَانَ أَوْ خَبِيث)
(فمستريح ومستراح مِنْهُ ... كَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث)
قَالَ وأنشدنا الحٌصْريّ لنَفسِهِ
(لَوْ كَانَ تَحت الأَرْض أَوْ فَوق الذرى ... حر أتيح لَهُ العدوّ ليُوذَا)
(فاحذر عَدوك وَهُوَ أَهْون هَين ... إِن الْبَعُوضَة أردتِ النَّمْرُذا)
قَالَ ابْن عَسَاكِر وَقد رَأَيْته يَعْنِي بِدِمَشْق وَأَنا صَغِير وَلم أسمع مِنْهُ شَيئًا وَخرج إِلَى بَغْدَاد فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن تُوُفّي سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة
١٢١٥ - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُوسَى بْن عِيَاض المَخْزُومِي من أَهْل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالمنتيشي نِسْبَة إِلَى قَرْيَة مصاقبة لَهَا أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي دَاوُد المقرىء وَأبي الْحَسَن بْن الدوش وَابْن شَفِيع وَمَنْصُور بْن الْخَيْر وَأبي الْقَاسِم بن النخاس وَأبي الْحَسَن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأبي الْأَصْبَغ عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن السالمي وَسمع الحَدِيث من أبي عَبْد اللَّه بْن خَليفَة وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَغَيرهم وَله سَماع من أبي بَكْر بْن مفوز بشاطبة فِي سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ فَأخذ عَنْهُ النّاس وَكَانَ عَالما بتفسير الْقُرْآن يقْعد لذَلِك فِي كلّ جُمُعَة مَعَ الْحَظ الوافر من البلاغة والمشاركة فِي قرض الشّعْر وَالْحِفْظ للْأَخْبَار حَسَن الْخط مَعْرُوفا بالضبط روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه المكناسي وَقد أَخذ عَنْهُ ابْن الدّباغ يَسِيرا وَحكى هُوَ عَنْ نَفسه وقرأته بِخَطِّهِ أَن شَيْخه أَبَا عَبْد اللَّه بْن خَليفَة حمل عَنْهُ الرسَالَة الواعية لأبي عَمْرو
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute